استضاف فضاء ”صدى الأقلام ” بقاعة ”الحاج عمر” للمسرح الوطني الجزائري، أوّل أمس، الروائي واسيني الأعرج الذي ظفر مؤخرا، بجائزة الإبداع العربي 2013 عن روايته ”أصابع لوليتا”. بهذه المناسبة، أكّد واسيني أنّه لم يشأ من خلال روايته ”أصابع لوليتا”، الترويج لعطر باريسي من خلال اختياره لهذا العنوان، رافضا الأقاويل التي اتّهمته بذلك سواء في الإعلام أو في الأنترنت، كما تناول بإسهاب تفاصيل موضوع روايته هذه، فقال أنّه يدور حول سيدة أنيقة تعمل في عالم الأزياء ومع تسارع الأحداث تتحوّل إلى إرهابية وتقرّر تفجير نفسها. وفي هذا السياق، أشار واسيني إلى أنّ الإرهاب لم يعد له وجه ولا يمكن حتى الكشف عنه مقدّما مثالا عن العملية الإرهابية التي نفذت في ماراتون سان فرانسيسكو، من طرف شخصين لم تظهر عليهما علامات العنف، واعتبر أنّه لا يوجد شرّ مطلق ولا خير مطلق، ولوليتا فضّلت الانتحار على اغتيال وقتل صديقها المثقف يونس مارينا، من خلال عملية تفجيرية، لأنّها اكتشفت براءته من تهمة الردة، بل هو كاتب بسيط ومثقف، مضيفا أنّ نهاية القصة رغم أنّها مأساوية إلاّ أنّها تمثّل انتصارا للحب، وهكذا تنتهي قصة لوليتا التي كانت ضحية العديد من الخيبات والفظائع مثل اغتصابها من طرف والدها. كما أراد الكاتب من خلال عمله هذا، توجيه رسالة إلى المجتمع الغربي، مفادها أنّ عليه الحذر من العنصرية تجاه العرب والمسلمين، مضيفا أنّ المسلمين يمثّلون نسبة عالية في الغرب ويمكن أن يهددوا مجتمعاتهم، ليقول ”حذار أن تدفعوهم إلى الإرهاب ثم تتهموهم بذلك”. وأضاف صاحب ”سيدة المقام” أنه كتب ”أصابع لوليتا”، بعد تتبعه لبعض الظواهر في المجتمعات الغربية والتي تعنى بالعنصرية، معتبرا أنّ الكثير من القنوات الفرنسية لا تبتغي فتح الباب أمام المثقفين والمبدعين المسلمين، وتختار تقديم صورة مغلوطة عن هذه الفئة. وأشار صاحب ”طوق الياسمين” إلى أنّه يعيش في فرنسا منذ أكثر من عشرين سنة إلاّ أنّه لم يشهد تنامي العنصرية بمثل ما يحدث هذه الأيام، مستشهدا بزعماء تيار صهيوني يقود هذه الحملة ومن بينهم برنار هنري ليفي وهو ما انعكس على نفسيته ككاتب وحفّزه على تناول هذا الموضوع. وعن استعماله للغة العربية في رواية ”أصابع لوليتا”، أشار واسيني إلى أنّه رغم قناعته بأهمية توظيف اللغة الفرنسية لنقل معنى النص للقارئ الغربي إلاّ أنّه اختار اللغة العربية في هذا العمل لأنه ينتمي إلى المجتمع العربي المسلم الجزائري وكذا لأنّ هذه اللغة قادرة على إيصال المعنى بعمق.