أكدت الناطقة باسم المؤتمر الرابع للتجمع الوطني الديمقراطي، نوارة سعدية جعفر، شرعية عملية تزكية الأمين العام الجديد للحزب، عبد القادر بن صالح، موضحة بأن صيغة تزكية الاقتراح الذي تقدمت به لجنة إثبات العضوية لا تتعارض مع المادة 18 للقانون الداخلي التي تحدد صيغتي انتخاب الهياكل، وجددت من جانب آخر دعم التجمع لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، لعهدة رئاسية جديدة، وكذا تأييده التام في أي قرار يراه مناسبا بخصوص تعديل الدستور. وأوضحت السيد نوارة جعفر، خلال الندوة الصحفية التي عقدتها بعد اختتام الجلسة العامة للمؤتمر العادي الرابع للتجمع الوطني الديمقراطي، المنعقد منذ أمس بفندق الاوراسي بالعاصمة، بأن الطريقة التي تمت بها تزكية عبد القادر بن صالح أمينا عاما للتجمع، هي طريقة قانونية ولا تتعارض مع أحكام المادة 18 من القانون الداخلي للحزب، التي تنص على أنه يمكن انتخاب هيئات الحزب سواء بصيغة الاقتراع أو بصيغة المصادقة على اقتراحات التزكية التي تعرض على الهيئة الناخبة، مشيرة إلى أن لجنة إثبات العضوية التي تم تنصيبها عند افتتاح أشغال المؤتمر عملت بالصيغة الثانية، وكرست بالتالي الخيار الذي تم التوصل إليه في المؤتمرات الولائية والجهوية والتي كانت قد أصدرت في آخر أشغالها بيانات تزكية لعبد القادر بن صالح كأمين عام للتجمع. من جانب آخر، حرصت السيدة جعفر في ردها على استفسارات الصحافيين حول غياب عبارة صريحة لدعوة الأرندي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الترشح لعهدة رئاسية رابعة، على التوضيح بأن الأرندي الذي تبنى موقف دعم ومساندة رئيس الجمهورية وكافة مساعيه وبرامجه، لا يمكنه إلا أن يواصل في هذا الخيار وتبني موقف دعم الرئيس بوتفليقة في مواصلة مسيرة الاستقرار والتنمية والإصلاح السياسي، مشيرة إلى أن عدم تسمية بن صالح في خطابه للعهدة الرئاسية القادمة بالعهدة الرابعة، يرجع فقط إلى أن الدستور لا يسمي العهدات بعددها، "ولذلك نؤكد بأننا مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لأننا نريد مواصلة مسيرة بناء الدولة ودعم الاستقرار والتنمية التي تحققت بفضله". وإذ أكدت قدرة رئيس الجمهورية على مواصلة مسيرته، أوضحت السيدة جعفر بأنه في حال لم يعلن الرئيس بوتفليقة ترشحه لعهدة رئاسية جديدة، فإن الحزب سيتخذ موقفه من هذه الاستحقاقات بعقد اجتماع يدرس فيه مسألة اختيار مرشحه لهذا الموعد.كما أشارت المتحدثة بخصوص موقف الحزب من مسألة تعديل الدستور إلى أن "الأرندي يسير مع أي اقتراح يراه رئيس الجمهورية مواتيا، سواء بإجراء تعديل الدستور قبل الانتخابات أو بعدها"، معللة هذا الموقف بكونه امتدادا وتأكيدا للوفاء والدعم المطلق لمساعي الرئيس بوتفليقة وبرنامجه المرتبط أساسا بالإصلاحات السياسية.وفي ردها على سؤال حول غياب الأمين العام السابق، أحمد أويحيى، عن المؤتمر وإذا كان ذلك مؤشرا على استمرار الخلافات بين الأطراف داخل الحزب، أوضحت الناطقة باسم المؤتمر بأن "أويحيى لم يتم تغييبه عن المؤتمر وإنما الظروف فقط لم تسمح له بحضور أشغال هذا اللقاء وذلك لارتباطه بمهام أخرى ذات طابع دولي بموريتانيا"، مؤكدة بأن الرجل قام بتوكيل أحد القياديين من مكتب الحزب بالعاصمة لتمثيله في المؤتمر.كما نفت حدوث أية تلاعبات في تحضير المؤتمر الرابع للحزب والتحضير لتشكيلات هياكله، وأكدت بأن "الأرندي" لا يعامل مناضليه بأسلوب الإقصاء والتهميش، مشيرة إلى أن أشغال المؤتمر متواصلة وسيتم خلالها تنصيب الهياكل وفق ما تمليه التنظيمات التي تؤطر عمل الحزب. وخلصت السيدة جعفر في الأخير إلى التأكيد على أن التجمع الوطني الديمقراطي تمكن بفضل حكمة رجاله وكفاءاته من تجاوز الأزمة التي عصفت به خلال السنوات الخمس الأخيرة، واستطاع أن يعيد بناء صرحه ليتهيأ إلى استعادة مجده ومكانته الأساسية التي يتبوأها في الساحة السياسية الوطنية، والتي تكرس وزنه الحقيقي ودوره الكبير في الفصل في القضايا المصيرية للوطن، وذلك بكونه قوة سياسية رائدة في البلاد.