أكد وزير النقل، السيد عمار غول، أمس، أن فتح المجال الجوي للقطاع الخاص لن يتم بطريقة عشوائية، وسيراعي المصالح العليا للبلاد، لاسيما من خلال إعطاء الأولوية للمؤسسات الوطنية المستغلة للقطاع وفي مقدمتها الخطوط الجوية الجزائرية وشركة "طاسيلي للطيران"، كاشفا، من جانب أخر، بأنه سيعرض خلال مجلس الحكومة القادم جملة التوصيات والاقتراحات التي خرجت بها الجلسات الوطنية للنقل بخصوص تنظيم القطاع في كل جوانبه، بما فيها تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن وضبط التسعيرات المناسبة لكافة وسائل النقل. وأوضح الوزير في تصريح للصحافة على هامش إشرافه على حفل التوقيع على عقود شراء 16 طائرة جديدة بين شركة الخطوط الجوية الجزائرية وشركات "بوينغ"، "ايرباص" و«أ تي أر"، أن فتح نشاط الطيران المدني للمؤسسات الخاصة، سيتم وفق إجراءات وقائية تراعي قواعد محددة وصارمة في دفتر الشروط، مؤكدا بأن هذا المسعى لن يكون على حساب الشركات الوطنية التي توجه خدماتها بالدرجة الأولى إلى تقديم خدمة عمومية جيدة وملموسة للمواطن الجزائري. ولدى تطرقه إلى مساعي تنظيم وضبط النشاط، كشف السيد غول بأنه سيعرض خلال اجتماع مجلس الحكومة المقبل، حوصلة حول الجلسات الوطنية للنقل التي تم تنظيمها في شهر نوفمبر المنصرم، والتي تشمل جملة من التوصيات والمقترحات الموجهة لتنظيم القطاع ككل وضبطه من كافة الجوانب، بما فيها الإجراءات القانونية وتلك التي تخص التكوين والتسيير والصيانة وكذا التدابير التي سيتم اتخاذها لتحسين خدمات النقل، وضبط التسعيرات التي تخص مختلف وسائل النقل سواء البرية أو الجوية أو البحرية أو تلك التي تشمل النقل بالسكك الحديدية والنقل بالوسائل العصرية كالمترو والترامواي والمصاعد الهوائية. وثمن الوزير، بالمناسبة، مخطط العصرنة الذي باشرته شركة الخطوط الجوية الجزائرية، والذي يتساوق بشكل تام مع مساعي الحكومة للتكفل بالمواطن الجزائري في هذا المجال، حيث أوضح في هذا الخصوص بأن دعم وتجديد أسطول هذه الشركة العمومية سيمكن من مضاعفة حركة نقل المسافرين والبضائع عبر مختلف مناطق الوطن، كما سيعزز تواجد ونفوذ المؤسسة الجزائرية في القارة الإفريقية من خلال تمكينها من فتح اتجاهات جديدة في إفريقيا، ويوسع انتشارها في المطارات الدولية، وخاصة ضمن برنامج فتح خطوط دولية جديدة. وفي هذا الإطار، كشف الوزير في رده عن سؤال "المساء" حول مشروع فتح خط الجزائرنيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية، بأن إقرار فتح هذا الأخير يستدعي استكمال كافة الإجراءات التفاوضية والتنظيمية التي لازالت قائمة سواء مع الهيئات الدولية للطيران المدني أو مع الطرف الأمريكي. ولفت الوزير في حديثه عن تدعيم أسطول الخطوط الجوية الجزائرية، إلى تزامن هذه العملية مع مشروع توسيع مطار الجزائر الدولي، والذي ستنطلق أشغال تجسيده خلال العام الجاري لرفع قدراته من 6 ملايين مسافر حاليا إلى 16 مليون مسافر، مقدرا بأن الصفقة التي أبرمتها "الجزائرية" مع أكبر المصنعين الدوليين في مجال الطيران، تعد خطوة عملاقة بالنسبة للمؤسسة والجزائر ككل، على اعتبار أنها تأتي في وقت يشهد فيه العالم انهيار كبريات شركات الطيران، ويؤكد بالتالي الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة الجزائرية لوسائلها ومؤسساتها الوطنية، وحرصها الشديد على ضمان استمرار الخدمات العمومية المقدمة للمواطنيها ودعمها.