عندما تجتمع الموهبة مع الابتكار يولد الاختراع، والأهم من كل هذا عندما يصب الاختراع في حل أزمة تخص ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي إدماجهم في الحياة الاجتماعية عن طريق تمكينهم من الاعتماد على أنفسهم في عالم الشغل، هي الفكرة التي لخصها ل«المساء” آيت حسين عادل مصمم من ذوي الاحتياجات الخاصة، رفقة كل من المخترعين إبراهيمي رابح وآكلي محمد الذين كونوا فريق عمل متكامل يحول الأفكار المميزة إلى اختراعات ملموسة. يتلخص الاختراع الذي شارك به المصمم آيت حسين عادل في معرض الاختراعات الذي أقيم مؤخرا بقصر المعارض في جرار صغير يتنقل في مختلف الأزقة والشوارع الضيقة لحمل ورمي مختلف السلع أو النفايات، ولعل الميزة التي اختص بها أنه مهيأ ليقوده معاق، إذ يكفيه الجلوس في المكان المخصص له بكرسيه المتحرك ويقود الآلة بكل سهوله دون الحاجة إلى مساعدة من أي شخص. كان عادل بحاجة إلى من يساعده في تحويل تصميميه إلى واقع ملموس، فالتقى بالمخترع رابح إبراهيمي الذي قام بتحويل التصميم إلى آلة تستجيب لاحتياجات المعاقين، ومن ثمة يقول عادل؛ ”نضع حدا للمقولة التي تفيد بأن ذوي الاحتياجات الخاصة من دون فائدة ترجى”. كانت مشاركة عادل في المعرض بثلاثة اختراعات جديدة أشرف بنفسه على تصميم هيكلها الخارجي، تستهدف تقديم خدمات عمومية للمجتمع، كالآلة التي تتكفل بتسوية الأرصفة، وآلة الحفر في نموذج مصغر. كما يتطلع إلى أن يتم تمويل المشاريع الثلاثة حتى تدخل حيز الاستغلال. لا يتوقف عادل عن طرح أفكار جديدة حيث يقول: ”الاتصال عندما يلتقي بالأفكار يقدم لنا اختراعات، من أجل هذا أفكر رفقة بعض الزملاء في فتح صفحة خاصة على شبكة التواصل الاجتماعي، نقدم من خلالها تكوينات في مختلف المجالات للراغبين في الحصول على تكوين يمكنهم من تنمية مواهبهم، مثل الإبداع في المجال الميكانيكي”. شرح ل”المساء” المخترع رابح إبراهيمي الطريقة التي يعمل بها الجرار الصغير فقال: ”هذا الجرار الذي صممه عادل واخترعته، له مجموعة من الخصائص، كونه يضمن الأريحية للمعاق ولا يحوي مقودا، إنما صممت له محركا وبعض الفرامل اليدوية التي تمكنه من التحكم في الجرار دون الحاجة لاستخدام الأرجل”. الرسالة التي أود إيصالها، يقول رابح، هي أن الإعاقة ليست حركية، إنما عقلية، ومن خلال هذا الاختراع نتمكن من تشغيل المعاقين الذين يجدون صعوبة في الحصول على مناصب عمل. يتمنى المخترع رابح أن تلتفت السلطات إلى المجهودات الكبيرة التي تبذل من طرف المخترعين في سبل تقديم خدمات مميزة تساهم في امتصاص البطالة، ويتم تمويل هذه الاختراعات ليستفيد منها المجتمع.