الخلاف الذي كان حاصلا بين محمد روراوة والمدرب وحيد حليلوزيتش لم يكن مطروحا فقط بسبب مستقبل العارضة الفنية ل ”الخضر”، بل يتعدى ذلك إلى اختلاف وجهات نظر الرجلين حول طبيعة المباريات الودية، التي يجب أن يشارك فيها المنتخب الوطني قبل التنقل إلى البرازيل لخوض نهائيات كأس العالم 2014. وما عدا اللقاء ضد سلوفينيا المبرمج رسميا يوم 5 مارس القادم بالبليدة، فإن الغموض يسود إجراء المبارتين الأخريين، الأولى في ماي والثانية في جوان، ولا نعرف إلى حد الآن، أي نوع من المنتخبات سينافس وديا ”الخضر”، المطالَبين بإجراء استعداد في مستوى الحدث العالمي الكروي الذي تستقبله بلاد ”الصامبا” خلال الصائفة القادمة. وكان التقني البوسني قد وقع اختياره على منتخبات أجنبية تتشابه طريقة لعبها مع تلك التي تنتهجها منتخبات بلجيكا وروسيا وكوريا الجنوبية الموجودة مع الجزائر ضمن المجموعة الثامنة، غير أن الفاف رغم كل المجهودات التي بذلتها في هذا الاتجاه، لم تلبّ مطالب حليلوزيتش لعدة اعتبارات، منها أن كثيرا من اتحاديات دول أجنبية اعتذرت للفاف؛ لكون منتخباتها حددت برنامجها منذ فترة، ولا يمكن لها أن تغير فيه أي شيء، وإذا سارت الأمور على هذا المنوال فسيتواجد المنتخب الوطني في وضعية قد ترهن حظوظه في نهائيات كأس العالم.وقالت مصادر قريبة من اتحادية كرة القدم إن الرئيس روراوة ينتظر مجيئ المدرب وحيد حليلوزيتش إلى الجزائر قبل نهاية الشهر الجاري؛ من أجل تحريك الأمور بخصوص الإسراع في تنظيم المباريات الودية، مضيفة أن الهيئة الفيدرالية توجد في اتصالات مع اتحاديات أخرى، لكنها تأخرت عن إبرام أي شيء رسمي معها إلى غاية التفاهم جيدا في هذا الموضوع مع المدرب الوطني، المنشغل حاليا بمتابعة اللاعبين الدوليين المحترفين في أوروبا، وهو الجانب الآخر الذي زاد في حيرة التقني البوسني، الذي لم يعط رأيه حول المستوى الاستعدادي الذي بلغه اللاعبون، الذين يريد المراهنة عليهم في المونديال القادم، إذ يتعين عليه القيام باختيارات بعيدة عن العشوائية والارتجالية، وأخذ بعين الاعتبار بعض العوامل التي ترهن استراتيجيته، منها بشكل خاص، الإصابات التي قد يتعرض لها اللاعبون في نهاية بطولات أنديتهم، وغيرها من الأمور الأخرى التي تحيط عادة بتحضيرات أي منتخب، للمشاركة في مواعيد عالمية كبيرة، تتطلب كثيرا من الجدية والانضباط.وبغية الوقوف على كل كبيرة وصغيرة تخص استعدادات لاعبينا الدوليين، قرر المدرب وحيد حليلوزيتش إلغاء مشاركته في ملتقى مدربي الفرق الوطنية العالمية، المبرمج يومي 19 و20 فيفري بمدينة فلوريانوبوليس، الواقعة في جنوبالبرازيل، حيث قررت الفاف إيفاد إلى هذا الموعد كل من نور الدين قريشي وعبد الحفيظ تاسفاوت ومناجير الخضر وليد سعدي. وسيتلقى المشاركون في هذا الاجتماع، معلومات دقيقة في مجالات عديدة تخص المشاركة في كأس العالم، كالجانب التقني والإعلامي، واقتناء التذاكر والاستقبال والإيواء.