يؤكد الممثل المسرحي، فضيل عسول، أن المواطن الجزائري كالكبريت يشتعل كلما لمسته، وهو ما عمد إليه في عرض ”وان مان شو” عنوانه ”زلاميط”، قدمه أول أمس، بقاعة الموقار بالعاصمة، في إطار دورة المسرح الفكاهي التي ينظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام لأول مرة. تمكن الممثل فضيل عسول بإمكانياته الكبيرة على المسرح وطاقته الإبداعية أن يضحك جمهور الموقار، خاصة وأنه كان سريع الحركة على الخشبة خفيف الظل في سرد نصه بأسلوب ساخر، يتضمن روايات جده مع كلب غريب الأطوار، إذ يرى أن طباعه ليست سياسية أو اجتماعية أو فلسفسية بل جينية وراثية ضاربا بنفسه مثلا حيث ورث طباعا عن جده فهو سريع الإلتهاب أنه ”زلاميط”. يقول فضيل عسول، أن والدته كانت تناديه ”زلاميط” عندما كان صغيرا، وهو لقب شائع في مجتمعنا ويطلق على الأطفال المشاكسين سريعي الحركة، واليوم يطلقه على نفسه كممثل مسرحي يريد أن يبرز نجمه على الساحة الفنية. على مدار 80 دقيقة لم يعرف زلاميط ثباتا، ولم يغير شخصيته الملتهبة على طول الخط ما جعل الحاضرين ينتشون لحيوية السرد ومجراها التصاعدي، وجدير بالذكر أن الممثل رغم أنه استعان بالكثير من النكت المعروفة وفي كثير من المرات يقطع عليه الجمهور نصه عرف فضيل باحترافية كبيرة كيف يربط تداعيات الجمهور مع محتوى عمله بشكل سلسل الأمر الذي خلق حميمية مطردة بين الطرفين. عرج زلاميط على السياسة وقضايا الفساد، تارة ملمحا وتارة أخرى مصرحا، بلغة الكوميديا السوداء جعل الحضور يضحك على همه ويشعر بالفرح حيث الألم، ويواصل سرد حكاياته ومغامراته وقصص الفشل واليأس الذي يعرفه أي مواطن بسيط. كما تناول مواضيع التهميش والاضطهاد وسوء التسيير، مستعينا في ذلك بشرح علمي كان الممثل فيه أشبه بالأستاذ، وفي كل مرة كان يهدد بالقول ”سأشتعل”، كيف لا وهو زلاميط، وأشار في حديثه عن الحياة الصعبة ظاهرة الانتحار بشكل درامي ساخر، مبينا أن صاحب الحظ السيئ لا ينجح حتى في الانتحار. وسيكون للفنان شهر فيفري المقبل عروض في ولاية ورقلة وجولات أخرى للترويج لعمله، ويأمل أن تكون له شهرة كبيرة، وأن يسير في طريق مثله الأعلى محمد فلاق. وأوضح فضيل عسول ل«المساء” أنه يريد وضع بصمة خاصة ب ”زلاميط” دون تقليد الممثلين المعروفين في هذا المجال. وسبق لهذا العرض أن قدم في بجاية بمناسبة المهرجان الدولي للمسرح، ومؤخرا في عنابة بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي، والعمل من إنتاج جمعية الفنون الجميلة لمدينة بجاية.