وجّه وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد عبد الوهاب نوري أمس، دعوة للمستثمرين النمساويين للاستثمار في مختلف الشعب الفلاحية خاصة تربية الأبقار، مشيرا إلى أن القطاع يفتقد اليوم إلى التقنيات الحديثة والخبرات العلمية، للرفع من قدرات الإنتاج، والمساهمة في حماية نوعية المنتجات الفلاحية. من جهتها، تعهدت سفيرة النمسابالجزائر السيدة ماغ ألوازيا ورغيتر بمساعدة المصدّرين الجزائريين، بإدخال كل من زيت الزيتون، التمر والعسل إلى الأسواق النمساوية، التي ستكون بوابة أوروبا بالنسبة للمنتجات الفلاحية والحرفية الجزائرية. اجتمع فريق العمل المشترك الجزائريالنمساوي أمس بوزارة الفلاحة، لتنفيذ مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها يوم 29 أوت 2012، والتي تخص تحديد مجالات التعاون العلمي والتقني في مجال المنتجات الفلاحية، الغابات والتنمية. وبالمناسبة، تم استعراض واقع التنمية الفلاحية بالجزائر ومختلف السياسات القطاعية التي تم اعتمادها منذ نهاية التسعينيات، مما ساهم في رفع نسبة النمو إلى أكثر من 14 بالمائة. كما علّقت سفيرة النمسا على العرض بتطابق الظروف المناخية وتقارب السياسات القطاعية ما بين البلدين، مما جعل السفارة تفكر في تنظيم توأمة ما بين ولاية خنشلة الرائدة في مجال تربية الأبقار ومدينة تيلور النمساوية لتبادل المعارف والخبرات، مشيرة إلى أن الوفد النمساوي الذي زار الولاية في الفترة الأخيرة، انبهر بتطور شعب تربية الأبقار، واكتشف وجود تقارب في مجال الصناعات الحرفية؛ مما سيسمح بتقريب الرؤى وخلق مبادلات تجارية وثقافية ما بين الضفتين. من جهته، أكد وزير القطاع جاهزية الوزارة للتعامل مع مستثمرين نمساويين، مشيرا إلى أن الحكومة تستثمر سنويا ما قيمته 3 ملايير دولار للنهوض بالمجال الفلاحي، والوزارة اليوم عازمة على الرفع من قدرات المنتجين؛ من خلال إدماج التكنولوجيات الجديدة وتدريبهم على التقنيات الحديثة في مجال البذر والحرث والجني، كما يطمح السيد نوري إلى أن تكون الخبرة النمساوية فرصة لتحسين إنتاج الحليب الطازج للخروج من أزمة تذبذبات الإنتاج، علما أن الجزائر تنتج أكثر من 3 ملايير لتر من الحليب الطازج، وتستورد ملياري لتر من مسحوق الحليب سنويا. كما أكدت سفيرة النمسا أن الدراسات التي أُعدت حول السوق الجزائرية، أكدت وجود تشابه كبير من ناحية انعكاسات التغيرات المناخية على المنتوج الزراعي، مما جعل الدولتين مرتبطتين بالأسواق العالمية، التي تعرف معادلة صعبة بعد انخفاض الطلب عن العرض، مما جعل الأسعار تبلغ مستويات قياسية. وللخروج من هذه الأزمة تعمل النمسا على مساعدة سكان الريف على مواصلة نشاطهم الفلاحي، بالإضافة إلى تنسيق العمل مع مصالح وزارة السياحية لتنويع مصادرهم؛ من خلال تنظيم رحلات سياحية إلى المناطق الريفية، للتعرف على العادات وتقاليد البلد، مع إنعاش الصناعات الحرفية التي تُعد من النشاطات اليومية لعائلات الفلاحين، وهي التجربة التي سيتم اقتراحها على السلطات المحلية لمساعدتها على تثبيت سكان الريف في القرى والمداشر. وبخصوص المبادلات التجارية ما بين البلدين، أكدت ماغ ألوازيا نية حكومتها رفع حجم المبادلات لتصدير كل من زيت الزيتون والعسل والتمر من نوع "دقلة نور" إلى الأسواق النمساوية؛ نظرا لنوعيتها الطبيعية وكثرة الطلب عليها، وهو ما سيسمح للمصدّرين الجزائريين بدخول الأسواق الأوروبية في مرحلة ثانية بعد النمسا، وعليه فقد تم مؤخرا التوقيع على اتفاقيات تعاون مع الوكالة الوطنية، لترقية التجارة الخارجية "الجاكس"، للتعريف بالتسهيلات المقترحة على المصدّرين الجزائريين ومرافقتهم في مشاريعهم المستقبلية.