دخل عدد من القادة الأفارقة وممثلون عن المجموعة الدولية في رحلة بحث عن آليات لتحصيل الأموال اللازمة لتمويل القوة الإفريقية في جمهورية إفريقيا الوسطى ”ميسكا” لتمكينها من أداء مهامها في حفظ الأمن في هذا البلد المضطرب منذ عدة أسابيع. تم ذلك خلال اجتماع عقدوه، أمس، بمقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، كانت القمة الإفريقية قد أقرته في ختام أشغالها أول أمس. لم يخف المشاركون قلقهم البالغ مما آلت إليه الأوضاع في هذا البلد في ظل استمرار الهجمات ضد المدنيين وتصاعد أعمال العنف الطائفي التي وضعت البلاد في مواجهة عدة تحديات صعبة.وتزامن اللقاء مع إعلان الجنرال تومانتا شومو قائد قوة ”ميسكا” أن هذه الأخيرة تمكنت من الدخول سلميا إلى مدينة سيبوت الاستراتيجية الواقعة على بعد 180 كلم إلى شمال العاصمة بانغي والتي كانت تحت سيطرة مقاتلي سليكا التي تضم أغلبية من سكان الشمال المسلمين. وقال الجنرال إن ”عناصر قوة ”ميسكا” أخذوا مواقعهم في المدينة ومن البديهي أن يجدوا مقاتلي ”سليكا” أنفسهم معزولين وسيقومون بتسليم أسلحتهم وسنتكفل بأمنهم”. وجاءت تصريحات الجنرال الإفريقي بعد رواج معلومات عن انطلاق مفاوضات بين ممثلين عن ”سليكا” والقوة الإفريقية لبحث وضع مدينة سيبوت. وكان إسماعيل شرقي مفوض الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي حذر من أن ”انهيار القانون والنظام سيهدد حتى تواجد إفريقيا الوسطى ويمكن أن يحمل تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار الإقليميين”. وهو ما جعل جون ألياسون مساعد الأمين العام الاممي يدعو الجميع إلى ضرورة الإسراع في تقديم الدعم الضروري إلى قوات ”ميسكا”. وقال خلال مشاركته أمس في لقاء أديس أبابا ”كلنا نتحمل المسؤولية اتجاه شعب إفريقيا الوسطى ويجب التحرك بسرعة وحزم لمنع حدوث مزيد من الانزلاقات الأمنية”. ويراهن الاتحاد الإفريقي وكل المجموعة الدولية على قوة ”ميسكا” في احتواء أعمال العنف الطائفي التي أخذت أبعادا خطيرة بين المليشيات المسلمة ”سليكا”وأخرى مسيحية تعرف باسم ”أنتي بالاكا”. وهو ما جعله يسعى للحصول على أكبر دعم ممكن لهذه القوة لتمكينها من التجهيزات والوسائل الضرورية لأداء مهامها. وتتخبط جمهورية إفريقيا الوسطى في فوضى عارمة منذ شهر مارس 2013 على إثر إطاحة مليشيات ”سليكا” بالرئيس السابق فرانسوا بوزيزي وأرغمته على الرحيل وهو ما فجر موجة عنف طائفي بين المسلمين والمسيحيين أدت إلى مصرع ما لا يقل عن آلاف القتلى ونزوح مئات الآلاف الآخرين في بلد تعداد سكانه لا يتعدى 4،6 ملايين نسمة. وفي مسعى لاحتواء موجة العنف المستفحلة في البلاد تدخلت باريس عسكريا بإرسال 1600 جندي فرنسي يضافون إلى 5500 جندي المنضوين ضمن القوة الإفريقية ”ميسكا” المنتشرين في البلاد. وفي سياق الدعم الذي يطالب به الاتحاد الإفريقي تعهد الاتحاد الأوروبي بإرسال 500 عسكري وتقديم 200 مليون أورو من أجل حفظ الأمن وتنظيم الانتخابات التي من المفروض إجراؤها العام القادم في هذا البلد.