تتحدّث الفنانة دولوراس هيريديا ل ”المساء” بتألّق؛ إذ تعتبر أنّ للفنان رسالة اجتماعية سامية عليه أن يؤديها بإخلاص. وارتبطت الفنانة المكسيكية المقيمة بالولايات المتحدة، وجدانيا بالجزائر، وها هي تزورها لثاني مرة. ولقد اغرورقت عيناها وهي تشاهد الواجهة البحرية للجزائر العاصمة، ثم تلتحق بعدها بحي القصبة للتجوّل فيه وتكتشف الأصالة والتاريخ. تقول الفنانة مخاطبة ”المساء”: ”أذهلني جمال بلادكم! لقد سكنني الحنين إليها منذ أن زرتها لأوّل مرة قبل 4 سنوات، وها هو الحظ يحالفني لأعود إليها مجددا. والفضل في هذا لصديقي رشيد بوشارب، الذي اقترح عليّ الزيارة عندما عرض عليّ دورا في فيلمه الجديد ”طريق العدو”، وهكذا انتظرت هذه الفرصة منذ الأيام الأولى لتصوير الفيلم”. للإشارة، فإنّ الزيارة الأولى لدولوراس للجزائر كانت قبل أربع سنوات، نزلت فيها ضيفة عزيزة على مدينة الجزائر. وهنا تضيف: ”في أوّل زيارة لي إلى بلدكم أردت استغلال وجودي لأسافر إلى مخيّمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، الذين سمعت عنهم الكثير من السفير الصحراوي المعتمد عندنا بالمكسيك. أردت أن أقف على الحقيقة وأشاهد بأم عيني ما يجري هناك، وهنا قرّرت أن أنجز فيلما تسجيليا عن هذه المخيّمات؛ باعتباري مخرجة متخصصة في الأفلام التسجيلية، وحتى أنقل الصورة إلى المكسيك وإلى بلدان أخرى كالولايات الأمريكيةالمتحدة، فسافرت مع وفد ومعي صحفيون ومصوّرون، وقد أقمنا مدة شهر كامل بتندوف، وتوغّلنا في مناطق عديدة وصوّرنا الحياة القاسية التي يعيشها هذا الشعب الصامد، المصرّ على نيل حقوقه كاملة. كما حرصنا على رصد الحالة المعنوية لهؤلاء الذين لهم قدرة عجيبة على خلق أجواء حميمية، تجعل حياتهم أجمل، وتمكّنهم من مواصلة الدرب بثبات وإيمان”.الفنانة المقيمة حاليا بكاليفورنيا تحمل معاني إنسانية نبيلة وسامية من خلال ارتباطها بأسرتها المكسيكية المتكونة من 10 إخوة ومن الوالدين، اللذين زرعا في الأبناء حب الخير والجمال منذ الصغر، علما أنّ والدتها كانت مصوّرة، تبحث دوما عن الجمال والحقيقة.الفنانة دولوراس درست الفن الدرامي بالمركز الجامعي الوطني المستقل بالمكسيك، ودخلت عالم التمثيل بقوة، الأمر الذي جعلها تلفت الأنظار إليها وتفتك العديد من الجوائز العالمية بالولايات المتحدةوالمكسيك وغيرها من المهرجانات عبر الدول والقارات. من بين أشهر أفلامها ”كيل دو قرينقو”، ”دياس وغراسيا”، و«روك ماري” الفيلم الناجح الموجَّه للأطفال المقبلين على مرحلة المراهقة. أمّا فيما يتعلّق بالأفلام الوثائقية فنجد ”زيارة ملكة بريطانيا إلى الشمال الأمريكي” وآخر عن ”الجواهر في كاليفورنيا”؛ باعتبارها من أهم المصادر في العالم، وفيلم آخر عن حماس سنة 2005. تبقى هذه الفنانة بحسنها وتواضعها محبوبة عند الجمهور الجزائري، الذي أصرّ على التقاط الصور معها والترحيب بها كنجمة وكإنسانة تستحق الاحترام.