أشاد الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، بوطنية أهل الجنوب، مذكرا بمواقفهم أثناء الاستعمار وكذا في الأحداث الأخيرة التي تعيشها الجزائر. وقال في خطاب مرتجل ألقاه خلال لقائه، أول أمس، بالمنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني وشباب من ولاية إليزي مخاطبا إياهم "محبتكم للجزائر حقيقة أعرفها ولا أحد يمكنه زعزعتها... وأعلم أنه بالرغم من غضبكم أحيانا، وهو أمر عادي، فإنكم تحبون بلدكم وتحرصون على الوحدة الوطنية". وذكر في هذا الشأن بموقف سكان الجنوب أمام محاولات تقسيم البلاد من طرف المستعمر إلى شمال وجنوب قائلا "أعرفكم وأعرف أصالتكم وتاريخكم وتقاليدكم... حاول الاستعمار أن يفرق بين الشمال والجنوب... والرسالة كانت واضحة من أبناء الصحراء وكل أبناء الجزائر.. لقد رفضوا ذلك والثورة امتدت". وحذر في هذا السياق ممن وصفهم ب«الجماعة التي تقول إن البلاد مقسمة" وأشار إلى أنه لايعرف أبدا جزائريا لايكافح لصالح الأمة والدولة الجزائريتين، مشددا "أنها الحقيقة في الميدان"، مضيفا "لاوجود لأقليات في الجزائر... هناك شعب جزائري.. لدينا زناتة وشاوية وقبائل والذين يتكلمون تاماهق.. لكننا شعب واحد وتفكيرنا واحد". واعتبر أنه ليست هناك جهوية في المشاكل وأن من يتحدثون عن "مشاكل الجنوب" هم "جماعة تريد أن تزايد علينا". ولم يتردد في وصف الحديث عن تقسيم الجزائر ب«النميمة" و«الكلام والعمل الشيطاني". وقال الوزير الأول إن لمنطقة الجنوب مكانة خاصة لديه ولدى رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، مؤكدا أنه "هو الحامي الأول لأبناء الجنوب"، مضيفا وهو يخاطب أهل اليزي "لاتقلقوا فإن لديكم رئيسا واقفا معكم، ووزيرا أول يحبكم". وذكر سكان الولاية في هذا الصدد بأنه لايجب نسيان التدابير التي اتخذت لصالح أبناء الجنوب لاسيما إنشاء صندوق دعم الجنوب لأول مرة من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وهي التدابير التي قال إنه جاء لتقييمها. إلا أنه اعتبر بأن "الصرامة" لابد منها مثلها مثل احترام قوانين البلد. وذكر بأن للجزائر اليوم مكانة هامة وسط الأمم بفضل السياسة التي انتهجها الرئيس بوتفليقة منذ توليه الحكم في 1999، مستدلا في ذلك بالاصرار على تمثيل الجزائر على مستوى عال في اجتماع لجنة الاتحاد الافريقي رفيعة المستوى حول التنمية لما بعد 2015 بالعاصمة التشادية نجامينا- التي توجه إليها من إليزي للمشاركة في الأشغال. وأضاف سلال أن الجزائر "رجعت بقوة ولها مؤسسات قوية وحكومة ساهرة وجيش قوي ومصالح أمن قائمة بواجبها"، معبترا أنه من يريد زعزعة البلاد لايمكنه تغليط الجزائريين الذين يؤمنون ب«مصيرهم الواحد" وبأن الجزائر بدأت تسترجع قوتها ومكانتها. وعاد للتذكير بما عاشته في التسعينيات من "مشاكل كبيرة جدا" كانت تهدد "كيان الدولة الجزائرية"، ليؤكد بأن "الدولة والحكومة اليوم ليست دولة قهر ولاتتعدى على مواطنيها" ومن يفعل ذلك فليس بمسلم أو جزائري أو حتى إنسان". وشدد على أن الفتنة التي عرفناها لن تعود وأن الدين الاسلامي واضح و«ليست لدينا خلافات"، مشيرا إلى أن الاباضين "إخوتنا وهم مسلمون وأن 99 بالمائة من الشعب الجزائري مالكيون" لذا لايجب أن نسمح بزعزعة أمن البلاد. نداء سلال لشباب الولاية ومن أجل ذلك، وجه الوزير الأول للمرة الثانية -بعد زيارته لإن أمناس في 24 فيفري 2013 عقب أحداث تيقنتورين- نداء إلى شباب الولاية ممن قال أنهم مازالو "يشكون ببلادهم" وقال لهم "نحن لسنا دعاة شر، نحن دعاة مصالحة ووئام وهو مارسمه الرئيس بوتفليقة الذي كرس كل حياته لهذه البلاد ولايؤمن بالشر واستعمال القوة ضد أبناء الوطن الواحد". فلهؤلاء كما أضاف "اليد ممدودة" فهم "أولادنا الذين مازال البعض يحاول استغلالهم... ولابد لهم من الرجوع إلى الطريق المستقيم... والدولة الجزائرية قلبها مفتوح وواسع وتعرفون سياسة الرئيس... فرغبته الوحيدة هي لم شمل الجزائريين لان حلمه وحلمنا جميعا هو أن تصبح الجزائر وبدون ديماغوجية دولة رائدة في المتوسط وكل المنطقة". مشيرا إلى أن الدولة تقدم كل الضمانات عبر قوانينها الواضحة للذين يريدون العودة إلى أحضان الوطن. دعوة وجهها وهو يذكر بالمشاكل الأمنية المسجلة في منطقة الساحل ولدى بعض البلدان المجاورة، حيث أكد أن الجزائر تعمل على المساعدة من أجل عودة الأمن وقال "لسنا خائفين لأن لدينا جيشا ووسائل قوية حتى يكون الأمر واضحا تماما... ونحن لانستعملهما ضد أي أحد... فجيشنا في خدمة الجزائريين وخدمة الدولة والجزائر الديمقراطية والراية الوطنية". ولأنها توجد في هذا "المحيط الصعب" من الناحية الأمنية، فقد ناشد شباب المنطقة المساعدة في استباب الأمن، وقال إن توفير الأموال غير كاف، وأنه لابد من محاربة اليأس والاحباط لدى الشباب وأن الأمر يتطلب الايمان بالله والقضاء والقدر والمستقبل والرجال الصالحين. وإذ اعترف بوجود نقائص لاسيما في مجال تشغيل الشباب، أشار إلى اتخاذ بعض التدابير وقال إن شركة سوناطراك تعمل مافي وسعها لاعطاء الأولوية لأبناء المنطقة في التوظيف، لكنه اعتبر أن ذلك غير كاف وأن للولاية مؤهلات فلاحية وسياحية هامة يمكن استغلالها لخلق مناصب عمل. كما شدد على مسألة التكوين في المهن التي تحتاجها المنطقة والشركات الموجودة بها، مطمئنا بان مشاريع كبرى سيتم إنجازها في المستقبل منها مشروع "قناة الغاز جانت –إليزي" الذي أبرمت الصفقة الخاصة به. وأكد أن كل الملفات المطروحة لدى وكالة "أنساج" سيتم تمريرها، داعيا الشباب إلى التحلي بالصبر ورص الصفوف في سبيل معالجة كل المشاكل. مبعوثة "المساء" إلى إليزي: حنان حيمر