ربط الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تمديد مفاوضات السلام الجارية مع الإسرائيليين برعاية أمريكية والتي تنتهي مهلتها بنهاية أفريل القادم بوقف البناء الاستيطاني الذي يشكل مقبرة السلام.وعبر الرئيس الفلسطيني عن هذا الموقف خلال لقاء جمعه، مساء أول أمس، برئيس حزب اليسار الإسرائيلي المعارض مارتز زيهافا غال اون بعد فترة وجيزة من الإعلان عن إحصائيات إسرائيلية رسمية أكدت تضاعف وتيرة الاستيطان بالضفة الغربيةوالقدس الشرقية بشكل جد خطير. وقال عباس إنه “لا يمكننا مواصلة المفاوضات مع هذا الاستمرار في الاستيطان”. كما أكد أيضا على ضرورة استكمال عملية إطلاق الأسرى وخاصة النساء والشباب والمعتقلين الإداريين. وكان صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أكد أن مهلة مفاوضات السلام تنتهي نهاية أفريل القادم وأنه بعد ذلك “لن يتم تمديد المفاوضات مع حكومة تستمر في الانتهاكات والاغتيالات وتتنكر لمبادئ القانون الدولي”. وأمام هذا الموقف الفلسطيني تحاول الولاياتالمتحدة التي أخذت على عاتقها لعب دور الوسيط في تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي جاهدة لإنقاذ مساعيها من فشل محتوم فرضته معطيات واقع أكدت أن تحقيق السلام المنشود بين الفلسطينيين وإسرائيل لا يزال بعيد المنال. ولدى استقباله لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالبيت الأبيض، طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما هذا الأخير باتخاذ قرارات صعبة من أجل الدفع قدما بالعملية التفاوضية التي توشك على نهايتها بحلول نهاية هذا الشهر. ولم يوضح الرئيس الأمريكي طبيعة هذه القرارات التي وصفها بالصعبة والتي يجب على إسرائيل اتخاذها من أجل تسهيل مسار تفاوضي الذي بدلا من أن يسير نحو الانفراج ازداد تعقيدا في ظل تعنت إسرائيلي ماض في الاستيطان واعتداءاته وتنفيذ خططه التهويدية في ضرب واضح للشرعية الدولية وتنصل من التزاماته إزاء القضية الفلسطينية. ويدرك الرئيس أوباما ومعه وزيره للخارجية جون كيري أن نجاح مسار السلام مرهون بمدى استجابة حكومة الاحتلال لمقتضيات الشرعية الدولية فيما يتعلق بمعالجة القضية الفلسطينية أقلها احترام مبدأ حل الدولتين الذي ينص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة تتعايش جنبا إلى جنب مع إسرائيل وعاصمتها القدس الشرقية.وهو ما يطرح التساؤل حول جدوى مطالبة الإدارة الأمريكية في كل مرة حكومة الاحتلال بتقديم تنازلات أو اتخاذها كما وصفها اوباما لقرارات صعبة وهي تدرك جيدا أن مطالبها لن تجد أذانا صاغية لدى حكومة احتلال أكدت أنها غير مستعدة للتنازل عن أي من مواقفها المبدئية. وجاء لقاء اوباما نتانياهو في وقت وصلت فيه مفاوضات السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة إلى طريق مسدود بسبب استمرار الاستيطان بوتيرة متسارعة في الضفة الغربية والجزء الشرقي من القدسالمحتلة وتصاعد الاعتداءات على بيت المقدس الذي يتعرض لمخططات تهويدية شرسة وغيرها من الاعتداءات على الفلسطينيين.