تتوالى الجولات وتتشابه على فريق مولودية وهران، الذي يبقى في سعي حثيث لتحقيق أول فوز له في مرحلة العودة، وتلمس طريق النجاة من شبح السقوط الذي أضحى يهدده فعليا دونما تحرك جيد للتخلص منه، ولقد جاءت الخسارة المرّة لزملاء عواد أمام مولودية بجاية بملعب الوحدة المغاربية لتؤكد ذلك، ولقد اعترف مدرب ”الحمراوة” عمر بلعطوي – الذي يبقى يبحث هو الأخر عن أول خرجة موفقة له بعد أربع مباريات- بصعوبة المأمورية مستقبلا. وهو الذي كان يمني النفس بضرب عصفورين بحجر واحد في لقاء أول أمس، كسب نقطة ثمينة تنفع الفريق في الجرد النهائي، وتأخير مولودية بجاية أطول مدة ممكنة عن سباق الإفلات من شبح السقوط، ولقد كان إنتصارها أول أمس ثمينا جدا، حيث مكّنها من أخذ فارق هام عن المهدد الأول بالسقوط المولوية الوهرانية وشباب بلوزداد يقدر بست نقاط كاملة، وهو فارق سيريح أعصاب لاعبيها، ويمنحهم شحنة معنوية للتعاطي مع المباريات المتبقية بأكثر ثقة وإرادة. فبلعطوي اعتبر تعثر كتيبته أمام ”فريق الحماديين” بالضربة الموجعة في هذا الظرف الصعب الذي تمر به، ولم يجد ما يبرر به سوى اتهام التحكيم بأنه المسؤول فيه ”لقد لعب التحكيم دورا سلبيا في هزيمة فريقي، حيث تغاضى عمدا عن الإعلان عن وضعية تسلل لمسجل الهدف بوعامرية، ولولا ذلك لأمكننا العودة بنقطة ثمينة تنفعنا كثيرا وفي جميع الأصعدة”، لكنه عاد ليستطرد ”لا أنكر أن دفاعنا إرتكب هفوة في وقت حاسم لاينبغي أن يفقد تركيزه فيه، لكن الخطأ التحكيمي واضح ولابد من الإشارة إليه، فمثل هذه الأخطاء ستلعب دورا سلبيا في مشوارنا الذي نسعى لتحسينه بكل جهد”. لكن من يلاحظ ويتابع أداء التشكيل الذي أقحمه اللاعب الدولي السابق، سيقف عند حقيقة نيّة هذا الأخير وميله الدفاعي منذ البداية، وقد كشفت دقائق اللقاء عن تحمل خط الدفاع الوهراني ثقلا فوق طاقته، ولحسن حظ المولودية أنها كسبت هذا الموسم حارسا بارعا إسمه بلعربي، الذي استبسل في صد الكرات الخطيرة عن مرماه، وكذلك لغياب التركيز عند ثنائي الهجوم البجاوي بتروني ويايا اللذين تفننا في تضييع مالا يقل عن خمس فرص أكيدة للتهديف وهذا في الشوط الأول فقط. ولولا ذلك لحلت الكارثة ب«الحمرواة”، وكان طبيعيا أن يولد ضغط البجاويين المتواصل ارتكاب الوهرانيين لأخطاء دفاعية، ووقعوا في المحظور في زمن حساس، فضاع جهدهم ومعها نقطة التعادل التي حلموا بها، وحتى الرد على هدف البجاويين لم يكن بوسع الوهرانيين القيام به لضعف القاطرة الأمامية التي لم تسجل منذ إنطلاق مرحلة العودة سوى هدفين، وهي حصيلة لا تشفي الغليل ولا تفي بغرض تفادي السقوط. زيادة على ذلك لم تضم دكة البدلاء مهاجمين أخرين بعد استغناء المدرب عن خدمات اثنين منهم لأسباب تكتيكية محضة -كما قال- كبن يطو الذي أعاب عليه بلعطوي صيامه المتواصل عن تسجيل الأهداف، واهداره غير المفهوم لفرص سانحة، وعمران الذي يكون طلب هو بنفسه إعفاءه من سفرية بجاية ومواجهة فريقه السابق بحجة أنه سيفقد تركيزه وبالتالي لن يقدم ماهو منتظر منه. وسيكون بلعطوي أمام أسبوع حاسم وجولة مصيرية لدى استقباله فريق شبيبة الساورة المعروف عنه قوته خارج دياره، حيث سيتطلب من اللاعب الدولي السابق مضاعفة جهده لتجهيز مجموعة قادرة على الوقوف بقوة وثبات أمام غزلان الصحراء، في ظل المعنويات المنخفظة للاعبيها وتسلل الشك إلى أقدامهم، وهذا أمر سيعصف بالمولودية الوهرانية إن لم يتداركها أبناءها كل في موقعه وقبل فوات الآوان.