«أريد أن أساهم في التنمية الاقتصادية لبلادي"، خطاب يتردد كثيرا على لسان العديد من الإطارات والطلاب الجزائريين المقيمين بالخارج وفي فرنسا بالخصوص، حسب السيدة ماري أود لابروس، مديرة "انترناسيونال تالنتس نيتوورك"، وهو مكتب استشارة وتوظيف وتكوين، سينظم يومي 28 و29 مارس الجاري، ولأول مرة، بباريس، منتدى لتوظيف الجزائريين العاملين أو الذين يتابعون دراستهم بفرنسا، والراغبين في افتكاك مناصب عمل والعودة إلى الوطن. وفي ندوة صحفية عقدتها، أمس، السيدة لابروس، بمقر الغرفة الجزائرية الفرنسية للتجارة بالعاصمة، في إطار الحملة الإعلانية لهذا المنتدى، أكدت المتحدثة أنه من خلال عملها في مجال التوظيف والتكوين بفرنسا سجلت "وجود رغبة كبيرة" لدى الجزائريين المتواجدين بفرنسا للعودة إلى الجزائر، التي تشهد حركية استثمارات كبيرة في عدة قطاعات، مثلما اعترفت به. وهو ما يجعل سوق التشغيل الجزائرية واعدة، في وقت تعصف فيه الأزمة الاقتصادية العالمية بأوروبا لاسيما في السنوات الأخيرة، وهو وضع قلل من فرص العمل المتوفرة بهذه الدول، والضحية الأولى هم الأجانب كما هو معروف. والدليل ماصرحت به المتحدثة حين قالت "لقد أصبح من الصعب جدا بالنسبة للشباب سواء الطلبة أو الإطارات الجزائريين إيجاد منصب عمل مناسب... وحتى الذين يعملون باتت رغبتهم كبيرة في الرجوع إلى الجزائر إذا توفرت فرصة عمل بالنظر إلى الصعوبات المعيشية التي يواجهونها". في هذا السياق، أوضحت أن المكتب يتلقى الكثير من طلبات العمل أغلبها (90 بالمائة) من طرف شباب جزائريين تابعوا دراسات عليا بفرنسا بعد مسار دراسي بالجزائر، ويرغبون في توظيف خبرتهم بالمؤسسات العاملة بالجزائر سواء كانت جزائرية أم أجنبية. بالمقابل، فإن اهتمام هذه الأخيرة بتخصصات غير متوفرة بالجزائر، أوجد عروضا هامة، وهو ما أشارت إليه السيدة لابروس عندما قالت "إن العروض موجودة فعلا وهي في ارتفاع... والمؤسسات العاملة بالجزائر واعية بأهمية هذه الطاقات المتواجدة بالخارج، وهي تبحث عن أشخاص يمتلكون خبرة عالمية". هذه الخبرة لن يكون جلبها صعبا إذا تعلق الأمر بجزائري، نظرا لعدد من العوامل مثل الإجراءات الخاصة بالتأشيرات والاقامة وكذا الرواتب التي وإن كانت مرتفعة فإنها لاتصل إلى تلك المطلوبة من طرف المغتربين أو الأجانب. لكن يجب النظر إلى هذا النوع من التوظيف على أنه "محدود" لأنه يمس تخصصات جد دقيقة وهو من الناحية الكمية ليس كبيرا، لأنه توظيف نوعي أكثر منه كمي، كما عبرت المسؤولة الفرنسية عن اقتناعها بأن "الجانب الإنساني" يلعب دورا هاما في عودة الكفاءات الجزائرية إلى ارض الوطن، لاسيما رغبتهم في الاجتماع بعائلتهم أو تكوين أسرة. وحسب المتحدثة، فإن المكتب الذي تشرف عليه أجرى اتصالات ب300 مؤسسة عاملة بالجزائر لعرض مشاركتها في منتدى باريس، وأن أغلب المؤسسات التي عبرت عن اهتمامها بالمشاركة "أجنبية" منها "رونو" و«أكسا" و«جازي" الراعي الرسمي للمنتدى. أما بالنسبة للمؤسسات العمومية فأكدت الاتصال بشركة سوناطراك الرائدة في مجال المحروقات، لكن "رغم الاهتمام المسجل لديها" فإن السيدة لابروس أشارت إلى أن مشاركتها في مثل هذه المبادرات "تتطلب وقتا". للإشارة، فإن المنتدى الذي يهدف إلى تسهيل عودة الاطارات الجزائريين لأرض الوطن عبر التوظيف سيتم بالتعاون مع جمعية الطلبة والإطارات الجزائريةبفرنسا، واختار في طبعته الأولى العاصمة الفرنسية بالنظر إلى العدد الكبير للطلبة المتواجدين بها والذي جاوز ال25 ألفا، فيما ستنظم الطبعة القادمة بمدينة ليون.