يحتضن مقر البرلمان الأوروبي بالعاصمة الأوروبية بروكسل، في التاسع أفريل القادم، منتدى حول "الاختفاء القسري واللاعقاب في المغرب"، بمبادرة من جمعية الحقيقة التي تضم جمعيات مغربية لحقوق الإنسان تنشط بأوروبا. وسيتمحور اللقاء الذي ينظم بالشراكة مع النائب الأوروبي، ماري كريستين مفيرجيات، من مجموعة اليسار الموحد الأوروبي حول مواضيع تتعلق بالاختفاء القسري والحقيقة والذاكرة وتوصيات هيئة الإنصاف والمصالحة التي أنشئت منذ عشر سنوات بالمغرب ضمن "محاولة تقييم ماضي حقوق الإنسان خلال سنوات الجمر" بالمملكة. وقال رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، عياد أهرام، أنه إضافة إلى نواب أوروبيين تمت دعوة مناضلين من أجل حقوق الإنسان في المغرب وأوروبا لحضور هذا اللقاء من بينهم عبد الكريم وزان ممثل اللجنة التنسيقية لعائلات المفقودين بالمغرب. وحسب جمعية الحقيقة، سيكون هذا اللقاء بمثابة "منتدى تحليل وتفكير يشارك فيه محامون ولجنة متابعة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان بالمغرب. وتم الإعلان عن تنظيم هذا المنتدى في أكتوبر الماضي بكل من باريس وبروكسل وأمستردام، بمناسبة إحياء الذكرى ال48 لاختطاف المعارض المناهض للاستعمار مهدي بن بركة، سواء بالعاصمة الفرنسية أو بالمملكة المغربية. واعتبرت الجمعية أن حالتي مهدي بن بركة وحسين المانوزي الذي اختطف يوم 29 أكتوبر 1972 بتونس وحالات اختطاف قسري عديدة "لم يسلط عليها الضوء بعد". كما سجلت الجمعية بأن توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة التي وضعتها الدولة المغربية يوم 12 أفريل 2004 "لم تجسد" بعدما اعتبرت أن الحقيقة والعدالة لم "تظهرا بعد" وتبقى ضمن "أولوية" مطالب المنظمات غير الحكومية لحقوق الإنسان. وأنشئت جمعية الحقيقة حول "الاختفاء القسري وعمليات الاختطاف بالمغرب"، منذ حوالي عشر سنوات في الوقت الذي أنشأت فيه السلطات المغربية هيئة الإنصاف والمصالحة. وبعد تجميد نشاطها منذ سنوات تم مؤخرا بعث هذه الجمعية التي تتكون أساسا من جمعيات تنشط في أوروبا. ويأتي تنظيم هذا المنتدى في الوقت الذي دعا فيه ادريس اليازامي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أمس، إلى "حوار وطني حول الحق في التظاهر السلمي في المغرب". واعتبر اليازمي أن "تسجيل وزارة الداخلية أكثر من 20 ألف مظاهرة في المغرب في السنة دليل على وعي المغربيين بحقوقهم". وتأتي دعوة اليازمي في الوقت الذي استنكرت فيه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إحدى أهم المنظمات الحقوقية المغربية حملات القمع التي تمارسها قوات الأمن ضدها وضد المتظاهرين المسالمين في المغرب والصحراء الغربية المحتلة.