هو ابن الباهية وهران، أستاذ بالمعهد الموسيقي وصاحب خبرة في الميدان، متخصص في إعداد وتكوين الطلبة موسيقيا وفنيا، مرهف المشاعر ذواق للفن صارم في انتقائه لما يتماشى والذوق العام من كلمة نظيفة وألحان مميزة وهذا ما أهّله لأن يكون حاضرا في كل طبعة على رأس اللجنة المنتقية للشباب، القاصد مدرسة ألحان وشباب، ضيفنا لهذا العدد هو صاحب الألحان الخالدة منها رائعة ”حديث الملائكة” للدكتور أحمد شنة ورائعة ”القدس” للشاعر الأستاذ عزّ الدين ميهوبي وروائع أخرى كثيرة ملحمية وأوبرات وأغان رددتها أصوات كبيرة جزائرية وعربية، يرأس لجنة المصنفات الفنية بديوان حقوق المؤلف وعضو بارز في اتحاد الفنانين العرب ورئيس المرصد الوطني للفنان إنّه الأستاذ الملحن، قويدر بوزيان، الذي حدثنا عن رأيه في الساحة الفنية وتجربته في مجال انتقاء الأصوات الصاعدة وأشياء أخرى ساقتها هذه الدردشة الخفيفة: المعروف عن الأستاذ قويدر بوزيان أنّه صارم في اختياراته، مدقق فيما يقترن باسمه من أعمال وهذه ميزة انقرضت في هذا الزمان فما تعليقك أستاذ؟ الأستاذ قويدر بوزيان: بالفعل هذا هو أنا، وهذه أهم ميزات شخصيتي الذاتية والفنية، فالإنسان متكامل والمبادئ لا تجزأ أبدا فإمّا أن نتمسك بها جميعها أو نضيعها جميعها، والفن بالنسبة لي وسيلة تربوية تهذيبية لذا أسعى دائما لتوظيف الأنقى والأجمل منه لصالح الفرد والمجتمع فأنا لا أتاجر بالذوق العام وأقدس المشاعر الإنسانية وأرفض الفن الرخيص، وأتأسف لحال الساحة الفنية اليوم بسبب المتطفلين الذين لاعلاقة لهم بالفن، الذين شوهوه وعرضوه كسلعة رخيصة، للأسف الشديد، لكن أقول أنه في النهاية لا يصح إلاّ الصحيح وسيأتي اليوم الذي تعود فيه الأمور إلى نصابها بفضل المبدعين الغيورين على الفن الجزائري الأصيل والنظيف ..
عهدنا تواجدك على رأس اللجنة المنتقية للأصوات الجزائرية الشابة ضمن حصة ألحان وشباب، فهل ترى اليوم مستوى هذه الحصص كما في السابق، وهل ترى من تواجدها عبر الشبكة البرامجية ضرورة في ظل حصص عربية وعالمية أرقى؟ بالطبع فالشباب الجزائري كغيره من الشباب بحاجة ماسة إلى تفجير طاقاته الفنية في مجال الغناء، والمدرسة فرصة لإبراز مواهبه وأخذ مكانه في هذا المجال الهام وحصص كهذه تفتح لاشك لشبابنا آفاقا رحبة وتضمن استمرارية الأجيال، فمدرسة ألحان وشباب تهدف للمحافظة على التراث الجزائري الأصيل..
جولة طويلة عبر مدن كثيرة رغم وجود أصوات قليلة لم نرها مثمرة مقارنة بما نشاهده في الحصص المقدمة في القنوات العربية والأجنبية الأخرى، فما الذي يجعل شبابنا متأخرا حتى في هذا المجال أي مجال الغناء؟ إنها الخبرة والتأطير فشبابنا رغم وجود الخامة الصوتية يفتقر للتجربة والمؤطر وهذا مهم جدا، فالشباب الذي نشاهده عبر القنوات العربية والأجنبية أغلبه مدرّب ودارس للموسيقى ومحتك بأساتذة وفنانين على الأغلب وهذا ما يشجعه على اقتحام المجال بثقة أكبر، إضافة إلى أن الفن عندنا لازال هو ذلك المجال الذي لا يشجع على اقتحامه من طرف العديد من العائلات الجزائرية كل هذه العوامل ساهمت فيما ذكرت، ولو لاحظت أنّه بعد تدريب الأصوات المنتقاة كانت هناك نتيجة مستحسنة..
حصة ألحان وشباب حاولت أن تعطي الفرصة لكل شباب الجزائر، وهذا بجولتها عبر مختلف المدن لكن ألا تظن أنّها ضيعت وقتا كبيرا مع شباب لا أصوات لهم فما الغاية من ذلك؟ غاية الحصة هي اكتشاف أصوات جديدة، وهي حصة لكل الشباب لذا لم يكن لها أن تحرم الحالمين بدخولها من عرض أصواتهم حتى وإن لم تكن لديهم أصوات خاصة في البداية، لكن بعدها دخلنا في مرحلة التصفيات ولم تبق إلاّ الأصوات القوية ‘'ألحان وشباب'' تسعى لانتقاء المواهب الشابة من خلال العمل على تكوينها، ثم إن ألحان وشباب تعود إلى ما يقارب أربعين سنة من الوجود، حيث تقوم على توفير أساتذة مختصين في التربية الموسيقية، إضافة إلى موجهين يعملون على تحسين مخارج الحروف والصوت والأداء، وأعتقد هذا التكوين كاف لتخرج فنانين صاعدين متمكنين ..
هل أنت راض بنتيجة هذا الموسم في الطبعة الخامسة؟ أجل فالأصوات المتأهلة للنهائي استحقت ذلك والنتيجة خطها الجمهور الذي صوت للصوت الذي رآه جديرا بالمرتبة الأولى وإن كان الفارق بين المتنافستين نقطة واحدة، وبالمناسبة أهنئ الفائزين وإن كنت أرى أنّ كل من دخل المدرسة فائزا، وأهنئ حصة ألحان وشباب على نجاحها متمنيا لها الاستمرارية والتألق في الطبعات القادمة بحول الله، وأشكركم على الالتفاتة وأشكر الجمهور الوفي للحصة على التشجيع والثقة وإلى الملتقى.