احتضنت المكتبة المركزية بجامعة 20 أوت 55 بسكيكدة مؤخرا، فعاليات المؤتمر الدولي الأول حول ”تريزوميا 21” أو كما يعرف علميا بمتلازمة داون، حضرها أطباء وخبراء ومختصون من فرنسا وبريطانيا ومن مختلف جامعات الجزائر، قدموا على مدار يومين مداخلات متنوعة تمحورت في مجملها حول متلازمة داون من حيث تشخيص المرض والتكفل بالمصابين والأمراض التي لها صلة بها، إضافة إلى الأسباب والأعراض، من تنظيم جمعية المصابين بمتلازمة داون بولاية سكيكدة، بالتنسيق مع جامعة 20 أوت 55 وجمعية أطباء الأطفال للولاية. أوضحت الدكتورة توري رئيسة الجمعية، بأن الهدف الأساسي من تنظيم هذا المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه بهذا الحجم على مستوى سكيكدة، يندرج في إطار عملية التكوين المستمر بالنسبة للأطباء، خاصة أطباء الأطفال، من أجل التكفل الأمثل والأنجع بالمصابين بهذا المرض من جهة. ومن ناحية أخرى، الاطلاع على أهم الطرق الحديثة والتجارب الدولية المتعلقة بكيفية معاملة هذا النوع من الأطفال الذين يحتاجون إلى عناية ورعاية من نوع خاص، سواء من قبل العاملين في القطاع الصحي أو حتى الأولياء. واعتبر المشاركون في هذا المنتدى بأن متلازمة داون مرض ينجم عن تشوه جيني، يسبب تأخرا في النمو البدني والعقلي، فهو واحد من أكثر التشوهات الكروموزومية شيوعا في العالم، خاصة ما يعرف ب”اختلال الصيغة الصبغية 21”، إذ أنه مسؤول عن 95 بالمائة تقريبا من الحالات في العالم. وحسب الشروحات التي قدمت، فإنه عادة ما يرث الطفل المعلومات الوراثية من الأب والأم على حد سواء في شكل 46 كروموزوما، منها 23 كروموزوما من الأم ومثلها من الأب، وتحدث متلازمه داون بعد أن تبدأ الخلايا في الانقسام بعد إخصاب البويضة مباشرة في الرحم، فالخلايا الطبيعية تحتوي على 46 كروموزوما ويحدث الخلل في انقسام الكروموزوم رقم 21 عند الأطفال المصابين بمتلازمة داون. وأشار المتدخلون إلى أن مستوى الذكاء عند الطفل المصاب بمتلازمة داون أقل من الطفل الطبيعي، ناهيك عن تعرضه لمشاكل صحية مرتبطة بهذا الداء تشمل أمراض القلب الخلقية وزيادة الإصابة بالالتهابات بسبب ضعف الجهاز المناعي، زيادة على مشاكل في التنفس وإعاقة في المسالك الهضمية، مشاكل الغدة الدرقية، السمع وضعف البصر وصعوبة التخاطب. وحسب المداخلات التي قدمت، فإن تشخيص متلازمة داون يتم من خلال إجراء فحوصات خاصة للكروموزومات، حيث يمكن إجراؤها أثناء الحمل لمعرفة مدى احتمال الإصابة بهذا المرض، حتى وإن أجمع الجميع على أنه لا يوجد علاج محدد له، لكن يمكن معالجة الأمراض المرتبطة به.