ألقى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس الأحد، بالرياض (المملكة العربية السعودية)، كلمة في جلسة اختتام القمة الثالثة لأوبيك· هذا نصها الكامل: "بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين أخي الأعز خادم الحرمين الشريفين أصحاب الجلالة والسمو والفخامة والدولة والمعالي والسعادة إنه لمن دواعي السعادة وأعمال مؤتمرنا هذا توشك على الانتهاء أن أنوب عن إخواني وزملائي أصحاب الجلالة والفخامة والدولة رؤساء الوفود المشاركة في الإعراب لجلالتكم عن عميق مشاعر الشكر والعرفان على ما حبوتمونا به من حسن الاستقبال والرعاية الفائقة منذ أن حللنا بأرض المملكة العربية السعودية المضياف بعاصمتها الرياض منارة الخليج وقلعة الشموخ· وبهذه المناسبة الطيبة أتوجه من خلال جلالتكم إلى إخوانكم أصحاب السمو والمعالي والسعادة وسائر أعضاء اللجنة التحضيرية للقمة بصادق التهاني والشكر على ما بذلوه من جهد مشهود في ترتيب الأمور وتوفير أحسن الظروف ذلك الذي ساهم في إنجاح هذه القمة تحت رعايتكم السامية· لقد أثبتم مرة أخرى أخي خادم الحرمين الشريفين قدرتكم على رفع التحديات وتحمل المسؤوليات التاريخية كعهدنا بكم كلما تعلق الأمر بخدمة المصلحة العليا لشعوب ودول أوبيك مثلما برهنتم بالأمس القريب في القمة العربية بالرياض في ربيع هذا العام عن إدارتكم الموفقة لرئاستها· ما كنا لنوفق في إنجاح قمة الأوبيك الثالثة هذه على أكمل وجه لولا روح المسؤولية العليا التي تحلى بها إخواننا وأصدقاؤنا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول الأعضاء الذين أثروا مداولات القمة بإسهاماتهم الجليلة وأفكارهم البناءة ذلك الذي جعل هذه الدورة تحقق نقلة نوعية مكنت من تعزيز أركان المنظمة ودعم صفوفها في ظرف دولي متميز يستدعي منا جميعا أكثر من أي وقت مضى ترقية فضائل التعاون الوثيق فيما بيننا ومد جسور الحوار والتبادل مع شركائنا في العالم حفاظا على مصالحنا المشتركة· أود أن أجدد التهاني والترحاب بقادة الإكوادور وأنغولا الذين التحق بلداهم بحظيرة منظمتنا مما يمثل دليلا على الدور الإيجابي المميز الذي تضطلع به الأوبيك· أخي خادم الحرمين الشريفين إن الإستراتيجية البعيدة المدى التي تبنتها قمة الرياض تتوخى الحفاظ على التوازن الحيوي في مصلحة الأجيال القادمة هذا التوازن الذي يقوم على حرصنا وتأكيدنا وتعزيزنا لأواصر التعاون والشراكة والحوار المسؤول بين الدول المصدرة والدول المستهلكة للنفط كشرط أساسي لبلوغ غايتنا المنشودة في ضمان الرفاهية للجميع· وضمن هذه الغاية يندرج سعينا الدائب إلى مضاعفة تضامننا مع الدول الأقل نموا· ولا يراودني أدنى شك في أن إعلان الرياض الذي توج قمة أوبيك الثالثة هذه يجسد بحق المرامي والأهداف التي نتطلع إليها هذه الأهداف التي تقع في صميم سياسة الأوبيك منذ نشأتها، حيث كان لقمتها الأولى بالجزائر الفضل في بلورتها وإرساء أسسها ومبادئها ثم جاءت قمة كركاس بعدها لتكريس هذه المبادئ على أرض الواقع· مرة أخرى تقبلوا منا أخي الأعز خادم الحرمين الشريفين أسمى عبارات الشكر والتقدير مشفوعة بدعائنا المولى عز وجل أن يمدكم بيد العون والتوفيق في تحقيق ما يصبو إليه شعب المملكة العربية السعودية الشقيق من عزة وسؤدد وازدهار· أشكركم على حسن الإصغاء· والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته·"