إذا نظرنا إلى الأجواء التي تسبق موعد الانتخابات الرئاسية فإننا لا نكاد نجد "رأس الخيط" أو نتكهن بالتمام بالنتيجة وسط تحديات فيها ما يخدم المرحلة وفيها أيضا ما يهددها، فأما الذي يخدمها فيتمثل في ذلك الحرص والإرادة (المعبر عنها بمختلف الطرق والمناهج والبرامج) من طرف المترشحين، خاصة أولئك الذين لم يجربوا هذا "المقعد الناري" الذي تعد مسؤوليته عظيمة عند الله والضمير الجمعي للأمة، إلى جانب تزامن الانتخابات مع مرحلة ليست بالسهلة، وأما ما يهدد مصير البلاد والعباد فهو التصرفات العدائية التي لا تمت بصلة إلى اللعبة الديمقراطية، ومبادئ التحضر والاحتكام إلى القانون ومواجهة الحجة بالحجة، فهذه التصرفات التي إن كانت نابعة من حداثة التجربة وقلة الخبرة وشدة الحماس فإنها قد تغتفر ويُغض عنها الطرف، لكن الإصرار على الأخطاء والتلويح بالنار من طرف من لهم خبرة ديمقراطية ودراية قانونية وحس وطني ينثر ألغام الفتنة في كل مكان، وليس لأحد بعد ذلك القدرة على ضمان النتيجة، لكن إذا نظرنا إلى المراحل التي مرت بها الجزائر وجملة الاستحقاقات التي تم تنظيمها فإننا نكاد نجزم بأن الجزائريين واعوان كل الوعي بما يخدمهم وما يهدمهم، وبالتالي كما يقال في مثلنا الشعبي: "لا تعلم اليتيم كيف يبكي" أو كما يقال أيضا "كل واحد يعرف أين يدفن أباه"، فالتراكمات السابقة وسنوات الجمر وغيرها صارت خزانا خبراتيا للجزائريين لتمييز الغث من السمين والصالح من الطالح. الله ندعو أن يحفظ هذا البلد ويديم أمنه واستقراره، وهو العليم بما تخفي الصدور، وليس لهذا الشعب الذي عانى الويلات والأزمات من طموح إلا أن يعيش سيدا في بلده، آمنا في أرضه صائنا لعرضه، وهي الرهانات التي ستخرج الشعب الجزائري للتوجه نحو صناديق الاقتراع، كي يفوت الفرصة على المتربصين والحاقدين وأصحاب المصالح والشهوات السياسية والنزوات المالية، وبالتالي يبرهن بحق بأنه سيد بحق.