مهما تفنّن السياسيون والإعلاميون والمحللون في تصوير ثمرات وعثرات الشخصيات على اختلاف توجهاتها وطرق تفكيرها، فإنهم لن يكونوا قد استوفوا الكيل والميزان، لأنهم يتعاملون مع بشر مثلهم، يصيبون ويخطئون وليسوا منزهين عن الزلل والنقصان، وليس في ظل هذه الفلسفة النقدية التي يريدها البعض لكي تكون ”قناعات ومسلمات” لا أحد يدعى الكمال فهو لله وحده. نقول ذلك لأن في اللعبة الديمقراطية والحملة الانتخابية، قد نسمع من البعض من يغطون الشمس بالغربال ويحاولون إخفاء الغابة بشجرة واحدة وهو منطق لا يصدقه إلا السذج، وما نحسب المواطن يهضم كل ما يروج في السوق الانتخابية وقد تفعل الخطابات والتراشق بالكلمات ونشر الغسيل فعلتها في العقول والقلوب، لكنها لا تلبث أن تزول كالفقاقيع أمام شواهد الميدان التي لن يستطيع أحد طمرها وردمها. ليت المترشحين للرئاسيات يلتزمون بقواعد اللعبة الديمقراطية ولا يقعون في شراك التهور والملاسنات التي تعكر صفو العملية وتجلب الشبهات والأحكام الجائرة، وتفتح أبواب الشر على بلادنا، ونحن في غنى عن ذلك، وتبقى دائما القناعة الراسخة بأن الشعب هو السيد وليس هناك أي وصيّ عليه، فهو الذي يميز الغث من السمين والصالح من غيره، ويقدر الشخص الذي يستأمنه على البلاد والعباد، وإن كل من يريد أن يحقق الإقناع بغير الطرق اللائقة فإنه لن يجني إلا الأشواك. والمحزن في خضم هذا الظرف الذي تعيشه بلادنا أن نرى ”حمالة الحطب” ممن يريدون أن يظهروا ولو على حساب حياة ومستقبل الأجيال، لتحقيق مآرب ونزوات وتفريغ مكبوتات لم يجدوا الظرف المناسب لها إلا هذه الأيام التي هي فضاء للتنافس على كرسي مسؤوليته عظيمة تجاه الله والضمير الوطني.