تستعد بعثات الملاحظين الدوليين والخبراء المتواجدين في الجزائر في إطار رئاسيات 17 أفريل، والممثلين للعديد من المنظمات الإقليمية والدولية التي تتعامل معها الجزائر، للمشاركة في إنجاح الموعد الانتخابي الحاسم الذي ستعرفه بلانا غدا الخميس. وقد سطّرت مختلف البعثات استراتيجيات عمل ومناهج رقابية خاصة بها، دعّمتها الإمكانات وظروف العمل التي وفرتها الدولة؛ حرصا منها على ضمان السير الحسن للمسار الانتخابي. وقبل البدء الرسمي للعملية الانتخابية، عبّر رؤساء البعثات الذين حظوا باستقبالات من قبل ممثلي الدولة، عن ارتياحهم لظروف العمل والاستعدادات الخاصة بالحدث. ويعزّز حضور ملاحظين يمثلون منظمات إقليمية ودولية في الجزائر في إطار رئاسيات 17 أفريل، مسعى الدولة، التي تحرص على توفير الظروف الضرورية لضمان السير الحسن للمسار الانتخابي، علما أن العديد من المنظمات المتعودة على المشاركة في كل موعد انتخابي وتُعد الجزائر عضوا فيها قررت إرسال بعثات ملاحظين تتواجد حاليا في الميدان، لمتابعة سير رئاسيات يوم الخميس المقبل؛ حيث يتنافس ستة مترشحين على منصب الرئاسة. ولم يُخف رؤساء مختلف بعثات الملاحظين "ارتياحهم" للإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية والتحضيرات الموجهة لضمان السير الحسن للاقتراع. وقد أعرب رئيس بعثة الاتحاد الإفريقي لمتابعة الانتخابات الرئاسية ديليتا محمد ديليتا، عن ارتياحه لكونه تلقّى إجابات "وافية وكاملة على كل المستويات"، عن الأسئلة التي طرحها على وزارتي الشؤون الخارجية والداخلية والجماعات المحلية بشأن الإجراءات المتخَذة في إطار هذه الانتخابات، فيما أكد رئيس بعثة منظمة التعاون الإسلامي حبيب كعباشي، على وجود إرادة سياسية قوية، وتجاوب كبير من طرف الشعب الجزائري لإنجاح الحدث. وتضم بعثة الجامعة العربية التي تتكون من دبلوماسيين وموظفين ويقودها الأمين العام المساعد للمنظمة محمد صبيح، 120 عضوا، بالإضافة إلى 200 ملاحظ يشكلون البعثة الانتخابية المرخصة من قبل الاتحاد الإفريقي، والتي يقودها الوزير الأول الأسبق لجمهورية جيبوتي ديليتا محمد ديليتا. وقررت بعثة الاتحاد الإفريقي عرض ملاحظاتها الأولية غداة الاقتراع في تصريح أولي، سيُتبع بتقرير نهائي كامل ومفصل حوالي شهرين بعد سير الرئاسيات، التي استُدعي لها 23 مليون ناخب. وبموجب اتفاق وُقّع بين الطرفين يوم 2 أفريل، أرسلت منظمة التعاون الإسلامي بعثة تقيم في الجزائر من 12 إلى 20 أفريل، وكلّفت هذه البعثة التي يقودها السفير حبيب كعباشي، بملاحظة مختلف مراحل المسار الانتخابي بدءا بالتحضيرات الإدارية، مرورا بسير الحملة الانتخابية إلى غاية يوم الاقتراع والإعلان عن النتائج. كما عيّنت منظمة الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي مجموعات من الخبراء لمتابعة سير الاقتراع. وستلتقي مجموعة الأممالمتحدة التي يقودها المدير المساعد لقسم المساعدة الانتخابية تاج الدين علي دياباكتي، بكافة الأطراف الفاعلة الانتخابية والحكومة والهياكل المكلفة بتنظيم الانتخابات والإشراف عليها ومراقبتها، فضلا عن أحزاب سياسية ومنظمات المجتمع المدني. للعلم، استقبل رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح أمس، بعثة الأممالمتحدة برئاسة السيد تاج الدين علي دياباكتي لمتابعة سير الانتخابات الرئاسية. وحسب بيان للمجلس، فإن اللقاء كان فرصة، استعرض خلالها رئيس البعثة الإطار الذي يعمل فيه وفد الأممالمتحدة، والمهام الموكلة إليه. كما تطرق رئيس مجلس الأمة للأجواء العامة التي سيجري فيها هذا الموعد، مشددا على تمسّك الجزائر بمسار "ترسيخ الديمقراطية والتعددية وتثبيت الأمن والاستقرار ودولة القانون والمؤسسات"... كما حظي رئيس بعثة خبراء منظمة الأممالمتحدة تاج الدين علي داياباكتي، باستقبال من قبل رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي. من جانبه، استقبل الوزير الأول بالنيابة يوسف يوسفي أمس لايدي أولغا مايتلاند رئيسة منتدى "الدفاع والأمن" ومجلس الأعمال الجزائري - البريطاني، التي تقوم بزيارة صداقة للجزائر بدعوة من السلطات الجزائرية؛ قصد متابعة سير الانتخابات الرئاسية ل17 أفريل، حسبما أفاد به بيان لمصالح الوزير الأول. وتمحور اللقاء حول "مختلف الجوانب المتعلقة بتنظيم هذا الموعد الهام، وكذا الوسائل المجنَّدة لضمان نجاح الاقتراع". كما تطرق الطرفان لعدد من المسائل المتعلقة بمجال التعاون الثنائي، الذي شهد تحسنا ملحوظا في السنوات الأخيرة. كما أعرب رئيس بعثة ملاحظين جامعة الدول العربية لرئاسيات ال17 أفريل، محمد صبيح، أمس، عن تفاؤل أعضاء البعثة بأن هذا الموعد الانتخابي سيقودهم إلى "عرس ديمقراطي" يعتزون به سترضي نتائجه الناخبين الجزائريين. وقال السيد صبيح في تصريح للصحافة عقب استقباله من طرف وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز، "نحن متفائلون بأن رئاسيات ال17 أفريل ستقودنا إلى عرس ديمقراطي نعتز به سترضي نتائجه الناخب الجزائري". وبعد أن أوضح بأن بعثة ملاحظي الجامعة العربية تتكون من 119 عضوا. أشار السيد صبيح إلى أنهم سيغطون العملية الانتخابية في كافة ولايات الجزائر. مذكرا بأنهم قد التقوا بالمسؤولين والمشرفين على تنظيم الانتخابات واطلعوا على كل الوثائق والقوانين الجزائرية الخاصة بالانتخابات وتنظيمها وتلقوا شروحات ضافية عنها. واغتنم هذه الفرصة لتمجيد الجزائر البلد الذي -كما قال- "رفع رأس العرب بالحرب التي قادها ضد الاستعمار وبالنهضة التي قام بها لصالح اللغة العربية وبتصديه للإرهاب".