تميزت عملية الاقتراع للانتخابات الرئاسية، نهار أمس، عبر البلديات الخمس للمقاطعة الإدارية للدرارية، بتنظيم محكم وبإقبال محتشم للمواطنين على مكاتب الاقتراع لأداء واجبهم الانتخابي خلال الساعات الأولى، وبالرغم من حرارة الطقس إلا أن العديد من المواطنين أبوا إلا أن يدلوا بأصواتهم لضمان الاستقرار وردا على المقاطعين الذين يريدون المساس بكرامة الجزائر، حسبما لاحظته "المساء" خلال جولتها الاستطلاعية التي قامت بها بكل من بلدية العاشور، الدرارية، بابا حسن، الخرايسية والدويرة. وقد جرت عملية الاقتراع الخاصة برئاسيات 17 أفريل 2014 بالمقاطعة الإدارية للدرارية في ظروف عادية وطبيعية، حسبما لاحظناه في العديد من مكاتب الاقتراع بمختلف البلديات، وشهدت مكاتب الاقتراع خلال الساعات الأولى من فتحها إقبال المواطنين لأداء واجبهم الانتخابي وسط تنظيم محكم.
الاستقرار مطلب سكان بلدية العاشور وكانت الوجهة الأولى إلى بلدية العاشور، التي سجلت نسبة 11.66 بالمائة في الساعات الأولى من عملية التصويت وبالتحديد على الساعة ال10:30 صباحا، حيث وصل عدد الناخبين إلى 442 ناخبا من مجموع 3789 مسجلا ضمن القائمة الانتخابية، حسبما أكدته رئيسة المركز، السيدة ليلى بن حصير، ل«المساء "، موضحة أن عملية الانتخاب تجري في ظروف جد عادية وسط تنظيم محكم، وذلك عبر المراكز الخمسة التي احتضنت العرس الانتخابي. وأشارت السيدة بن حصير التي التقيناها بمدرسة "الشهيد صابري محمد" أن بلدية العاشور وفرت كل الظروف المادية والبشرية لإنجاح الانتخابات الرئاسية، كما أخذت بعين الاعتبار المواطنين غير المسجلين ضمن القوائم الانتخابية ووضعت قوائم استثنائية لتمكين كل مواطني البلدية من أداء واجبهم الوطني وهو الأمر الذي تأكدنا منه بتقربنا من بعض المواطنين الذين لم يسجلوا أنفسهم، لكن الروح الوطنية حركت مشاعرهم في الدقائق الأخيرة وتقدموا لمراكز التصويت لإعطاء كلمتهم الأخيرة. من جهة أخرى، أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي، السيد سليني، أن العملية الانتخابية جرت بمراقبة من الملاحظين الدوليين، الذين افتتحوا الحدث صباحا بمركز 1 نوفمبر وسط المدينة، مشيرا إلى السلطات المحلية وفرت كل الظروف لإنجاح العرس الوطني من خلال فتح 46 مكتبا تحت إشراف 322 مؤطرا وبحضور ممثلي المترشحين، كما جندت البلدية 50 عون أمن لضمان سلامة المواطنين. وتقربنا من بعض المواطنين لمعرفة آرائهم حول الانتخابات، فكانت الكلمة الأولى لإحدى المسنات التي قالت إنها أبت إلا أن تؤدي واجبها الانتخابي مثلما جرت العادة وأنها ضد فكرة الفوضى في الجزائر، حيث طالبت المترشحين بالتعقل واحترام رأي المواطن الجزائري، مؤكدة أن استقرار الجزائر هو هدف مشترك لابد من احترامه وعلى نفس المنوال سارت مجموعة من الشباب الذين تحدثنا إليهم.
سكان بابا احسن، الدراية والدويرة في الموعد ومن خلال جولتنا ببلديات كل من بابا حسن، الدرارية والدويرة، تبين أن العديد من الناخبين توافدوا منذ الساعات الأولى من افتتاح مركز الاقتراع من أجل انتخاب رئيس للبلاد، وقد أجمع غالبية الناخبين في حديثهم ل"المساء" على أن الانتخاب واجب وطني لا بد من القيام به حفاظا على استقرار وأمن البلاد وأن تأديته هو بمثابة رد على الذين يريدون إثارة الفوضى في البلاد. وفي هذا الصدد، أكدت شابة تبلغ 18 سنة من عمرها جاءت لأداء واجبها الانتخابي، التقيناها بمدرسة "الشهيد بومهدي محمد" ببابا احسن، أنها تنتخب لأول مرة في حياتها، حيث أوضحت أن شباب الجزائر يعيش في طمأنينة وأمن ولابد من الحفاظ على هذا الاستقرار والجزائر عاشت عشرية سوداء وسالت الدماء بما فيه الكفاية، لذا نحن اليوم هنا لنبقي على الجزائر بلدا آمنا مستقرا. من جهته، أكد رئيس مركز ببابا احسن أن الناخبين يتوافدون بكثرة على هذا المركز، حيث وصل عدد المنتخبين في منتصف النهار إلى 286 مصوتا، بينما أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي، السيد مراد الهاشمي، أن عملية التصويت جرت ب4 مراكز و30 مكتبا تحت إشراف 212 مؤطرا وبمراقبة ملاحظي الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى ممثلي كل من المترشحة لويزة حنون، عبد السيد العزيز بوتفليقة والسيد بن فليس. وفي مركز "طكارلي عبد الغاني" بالدرارية، أكد رئيس المركز المخصص للنساء، السيد مهدي، أن هذا المركز عرف إقبالا لابأس به من طرف الناخبات منذ الساعات الأولى من الاقتراع وأن العملية الانتخابية تجري في ظروف جد حسنة، علما أن عملية التصويت جرت بحضور 50 مؤطرا (5 مؤطرين في كل مكتب)، أما عدد المسجلين فحدد ب3896 مسجلا ووصلت نسبة الانتخابات إلى غاية الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا إلى 180 ناخبة بهذا المركز. من جهة أخرى، أوضح رئيس بلدية الدويرة، السيد ريماني جيلالي، أن العملية الانتخابية ببلديته تجري في ظروف عادية وأغلبية السكان ينتظرون التفاتة الرئيس الجديد لإعادة الاعتبار لمنطقة الدويرة التي قال إنها بحاجة إلى التفاتة وتحتاج إلى مشاريع محلية للنهوض بها من جديد، موضحا أن عدد الناخبين وصل إلى 35576 منتخبا (19223 رجال و16353 نساء)، عبر 10 مراكز، أما عدد المكاتب فحدد ب46 مكتبا للرجال و37 آخر خاص بالنساء ووصلت نسبة التصويت في حدود الواحدة زوالا إلى 19.86 بالمائة.
الإعاقة لم تمنع العجوز "شرقي" من الانتخاب بالخرايسية وخلال الجولة التي قمنا بها بمدرسة "الإخوة اميود" بالخرايسية، أول ما لفت انتباهنا مشهد مسن يجلس على كرسي متحرك تدفعه فتاة صغيرة، اقتربنا منه ومن عائلته ويتعلق الأمر بابنته، زوجته وحفيدته لمعرفة السبب الذي دفع العجوز للاقتراب من مركز التصويت، فأكدت لنا ابنته أن السيد شرقي محمد ابن بلدية الخرايسية ويبلغ من العمر 85 سنة، وعيناها تدمعان تأثرا بمرض أبيها، وأنه طلب منها نقله للمركز للتعبير عن صوته إيمانا منه بأنه جزائري ومصير البلاد مرتبط بشعبها وأكد لها إن الإعاقة لا تمنعه من تأدية واجبه مثلما جرت العادة. كما اقتربت "المساء" من أحد الشباب الذي وجدناه بنفس المركز، فأكد لنا أنه يصوت للرئيس عبد العزيز بوتفليقة عرفانا للمجهودات التي قام بها، حيث أوضح أن هذا الرئيس قام بمجهودات جبارة لإحداث التغيير الذي استفاد منه المواطنون على غرار استفادة الشباب من دعم الدولة «أونساج"، وفتح مناصب للشباب من خلال توزيع المحلات التجارية، كما أعطى للمرأة الجزائرية حقوقها لذا اعتبره محدثنا أهلا لنيل صوته مرة أخرى لعهدة جديدة. أما رئيس المجلس الشعبي البلدي، السيد ماكري عبد الرحمان، فأوضح أن عدد المنتخبين وصل إلى 19965 (11129 رجال و8927 نساء)، أما عدد المكاتب فحدد ب44 مكتبا (24 للرجال و20 للنساء) والعملية الانتخابية جرت عبر 6 مراكز يشرف عليها 350 مؤطرا، أما نسبة المشاركة فبلغت 13 بالمائة في حدود الساعة 11.30 صباحا.