خاتمتها بدايتها، وبدايتها عاصمة الدنيا وجوهرة الشرق وواسطة العقد، درة الحضارة العربية التي صدق فيها أمير الشعر حينما قال:لولا دمشق لما كانت طليطلة و لا زهت لبني العباس بغدان" هاهي عاصمة الثقافة العربية وفانوس المغرب العربي وقلادة أمجاده الجزائر بعد سنة كاملة من التنوير الثقافي، والإضاءة الفكرية من خلال إخراج الموروث العربي الإسلامي بكل خرائطه الثقافية والتاريخية والحضارية تسلم القلم والكتاب والشعر والمسرح، والنغم والأزياء إلى دمشق مدينة الدنيا لتكون بداية النهاية للثقافة العربية وعاصمتها لسنة 2008م·دمشق التي جلست أمام مرءاتها وتزينت بكل زينتها جاءت إلى الجزائر ومعها أيضا نفائس جزائرية، جاءت الجزائر بأسبوعها الثقافي وبكل ثقلها التاريخي والحضاري فمرحبا بعاصمة الثقافة في عاصمة الثقافة· تحلّ جمهورية سوريا الشقيقة بالجزائر لتجمع مرة أخرى الوطن العربي مثلما كانت عليه في السابق مشرقه بمغربه تأتي عاصمة الخلافة والملك إلى عاصمة الأمجاد والجهاد ليعيدا معا التاريخ إلى مصبه فالجزائر لم تغب على سوريا، بل كانت الجزائر دائما مع سوريا وفي سوريا بأفذاذها وأكبادها وهذا ما لا يثير العجب إن أقبلت سوريا محملة بذخائرها الجزائرية وعلى تاج برنامج أسبوعها الثقافي أمير العاصمتين المجاهد عبد القادر الذي نستعد للإحتفال بذكرى وفاته 125 والذي كان فكرا مشتركا بين البلدين، وهكذا مدينة التاريخ والأبطال ضمت إليها التاريخ والأبطال من خالد بن الوليد، صلاح الدين الأيوبي، الأمير عبد القادر الجزائري أضف إلى ذلك كبار الفاتحين من الصحابة والتابعين، والعلماء والصالحين· عندما تأتي دمشق تنفتح أبواب الفن والحضارة مشرعة على كل مكنونات التاريخ من قديمه وحديثه فهي فصل ما قالته الحضارة، ولسان ماتغنى به الفن بكل أفنانه وألوانه، وظلاله وجنانه· دمشق جرير والفرزدق والأخطل والمتنبي ونزار وبلبل الشرق صباح فخري، والموشحات أوتار ربطت كمنجة الشرق بفيتارة الغرب فعلمت الدنيا الغناء والحضارة الراقية في المأكل والملبس وأنجبت للغرب بنات حضارته غرناطة وطليطلة واشبيلية، فكانت الشمس العربية التي أذابت جليد انحطاط أوروبا فتجلت بجامعاتها وإبداعاتها وإبتكاراتها العلمية·· هي دمشق بل هي سوريا التي سترفع بقصر الثقافة "مفدي زكرياء" مستهلة الإحتفال بافتتاح المعارض في الفن التشكيلي، الخط العربي، الصور الضوئية، السجاد اليدوي والحرف التقليدية، الكتاب العربي، الأزياء بالإضافة الى لوحات فنية تقدمها كل من فرقة "شيوخ سلاطين الطرب" وعرض لفرقة أورنينا للمسرح الراقص· سورية جاءت أيضا بكل مقدرتها الفكرية والأدبية والدرامية حيث ستتخلل هذا الأسبوع عروض سينمائية بأفلام "نسيم الروح" و "علاقات عامة" و "رؤى حالمة" وكذا "تحت السقف" و "الطحين الأسود"· أما الجانب المسرحي فيتم عرض "طوق الياسمين" لفرقة أورنينا لللمسرح الراقص· أما من الناحية الفكرية والتاريخية فقد سجل البرنامج عدة محاضرات منها "اللغة العربية المعاصرة وتحديات العولمة" و "دمشق أقدم مدينة مأهولة في العالم" و "الأمير عبد القادر الجزائري في الشعر العربي" بالإضافة إلى العروض الغنائية التي تحييها فرقة "شيوخ سلاطين الطرب" والعروض الخاصة بالأزياء، هذه هي حقائب دمشق المفتوحة للجمهور الجزائري ليتمتع بفنها وأيضا ليطلب منها أن تكون دائما كتابا للحضارة وجسرا يربط بين المشرق والمغرب·