دعا محافظ المهرجان الوطني السنوي للفيلم الأمازيغي عصاد سي الهاشمي، وزارة الثقافة لإعادة المهرجان إلى سابق عهده عندما كانت تزور كلّ طبعة ولاية من ولايات القطر، مؤكّدا أنّها الطريقة الوحيدة لإعادة بريق التظاهرة السينمائية الأعرق في الجزائر بتعداد 14 دورة. أكّد عصاد الهاشمي في حوار للقناة الوطنية الرابعة أو القناة التلفزيونية الأمازيغية، بُث أوّل أمس، أنّ العودة إلى تنظيم مهرجان الفيلم الأمازيغي بمختلف أرجاء الوطن، من شأنه إعطاء نفَس جديد للمهرجان بعد أربع دورات تمّ تنظيمها في تيزي وزو، مشيرا إلى أنّ الدورات الأولى كانت أكثر من ناجحة بسبب ترحالها بين الولايات، وتقريب السينما من الناس من خلال برامج كسّرت الأجواء الروتينية للمدن، كما يعطي جرعة كبيرة من التشويق في معرفة كيف ستكون الأجواء بهذه المدينة، ومقارنتها بالمدن الأخرى. والأكثر من ذلك، اكتشاف مواهب سينمائية محلية عبر الورشات التي تنظَّم في عدّة تخصصات مرتبطة بالفن السابع. وأكّد عصاد أنّ دورة 2014 تمّ إلغاؤها بعد أن حُضِّر لها لتُعقد بداية من 23 مارس الماضي، غير أنّها تزامنت مع الانتخابات الرئاسية والحملة الانتخابية للمترشحين، موضّحا أنّه قادر على تنظيمها بفضل طاقمه المستعد لتقديمه في أحسن صورة، مجدّدا دعوته ليكون في إحدى المدن الجنوبية، على غرار تيميمون التي يراها منطقة مناسبة لتنظيم التظاهرة لهذه السنة بمساعدة وزارة الثقافة. وكشف المتحدث أنّه في الوقت نفسه أُسندت له مهمة ثانية؛ إذ أصبح يشغل منصب الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، ويعتقد أنّ عبء المسؤولية تَضاعف رغم أنّه من الناحية القانونية ليس هناك تعارض في إدارة الهيئتين. وذكر عصاد أنّ المهرجان الذي تأسّس سنة 1999 تحت لواء المحافظة السامية للأمازيغية بفضل المناضل إيدير آيت عمران، يهدف إلى أن تكون للأمازيغية سينما خاصة بها، وهي الفكرة التي لم يؤمنوا بها في البداية، لكن المهرجان أخذ أبعادا أخرى، ولفت انتباه المتتبعين للشأن السينمائي، وأضحى معروفا على الصعيد الدولي بفضل تضافر جهود أساتذة جامعيين، وقفوا لإنجاح مهرجان الفيلم الأمازيغي. على صعيد آخر، كشف المتحدّث عن البرنامج المسطر للاحتفال بالذكرى 34 للربيع الأمازيغي؛ حيث سطّرت المحافظة السامية للأمازيغية برنامجا وطنيا متنوّعا انطلق أمس في كلّ من الجزائر العاصمة، تيزي وزو، وهران، بومرداس والبويرة، ويدوم إلى غاية 25 من نفس الشهر. ويتضمّن البرنامج عرض أفلام من بينها "ابن الأمازيغ سيعيش" من إخراج سي الهاشمي عصاد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، إلى جانب تنظيم حفلات تكريم؛ تخليدا لذكرى مولود معمري ومحمد إيدير آيت عمران، لمساهمتها في القضية الأمازيغية، علاوة على تنظيم مائدة مستديرة لتقييم "تطوّر ملف الأمازيغية في الجزائر". وستكون مختلف هذه النشاطات متبوعة من 30 أفريل إلى 4 ماي بتنظيم خرجات ميدانية إلى ولايات البيّض، النعامة وورقلة. كما تعتزم المحافظة السامية للأمازيغية تنظيم يومي 7 و8 جوان، منتدى دولي بعزازقة (تيزي وزو) حول موضوع يتعلق بإحدى المهام الموكلة إليها، لتتواصل مظاهر الاحتفال بتنظيم سهرات للأدب الأمازيغي في كل من البويرة، بومرداس وبجاية، وذلك ما بين 12 و19 جويلية. وسيتم في الإطار نفسه تنظيم مخيّم صيفي وطني تكويني من 2 إلى 15 أوت 2014 بمدينة جيجل، موجّه للتلاميذ المتفوّقين في اللغة الأمازيغية من كافة ولايات الوطن المعنيين بتعلّم هذه اللغة. وسيتم من جهة أخرى، تنظيم ملتقى دولي حول "ماسينيسا وتأسيس أوّل دولة نوميدية" يومي 20 و21 سبتمبر بمدينة الخروب (قسنطينة)، وهي المنطقة التي يتواجد بها ضريح هذا الملك الشهير. ومن جهتها، ستحتضن مدينة البويرة ما بين 6 و9 سبتمبر صالونا وطنيّا للكتاب والإعلام متعدّد الوسائط، إلى جانب تنظيم يوم دراسي حول "تعدّد المعاني في اللغة الأمازيغية".