قدّم مؤخرا الأديب القاص والشاعر والطبيب عيساني محمد الطاهر مجموعته القصصية الثانية المعنونة ب«نهاية ألف ليلة وليلة” وذلك خلال حصة التوقيعات التي دأب فرع سكيكدة لاتحاد الكتاب الجزائريين على تنظيمها كلّ نصف شهر بقصر الثقافة والفنون للمدينة. المجموعة التي تعد ثان عمل إبداعي للطبيب عيساني محمد الطاهر بعد مجموعته الأولى المعنونة ب ”احترق لأنني أضيئ”، تتضمّن 40 أقصوصة و24 قصة قصيرة جدا في كتاب يضم 160 صفحة تم إصداره عن ”دار الأوطان” بسيدي موسى بالجزائر العاصمة، وتتطرّق مواضيعه بوجه عام حسبما صرح به المؤلف ل ”المساء” إلى نهاية عصر القوال الذي حلّ محله عصر آخر مادي يصادر كل ما هو جميل وخرافي مثير للدهشة والحلم الكبيرين، مضيفا أن هذه المجموعة تحمل بين طياتها قيما إنسانية نبيلة من حب وصدق، حب الوطن والتضامن. كما ترمز -كما قال- إلى كلّ من يساهم في بناء مجتمع يقتسم كلّ من يعيش فيه قيم المحبة والتآزر وروح المبادرة وأكثر، مضيفا بأن عمله الإبداعي الأدبي ما هو إلا نتاج مواقف ومواقع من الحياة اليومية. وعن تقييمه للحركة الإبداعية بالجزائر، اعتبر محدّث ”المساء” من منظوره الخاص بأنّه يغلب عليها الحضور المناسباتي للإبداع الذي يجد ضالته في الاحتفاءات والاحتفالات الرسمية على غرار ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية” وغدا ”قسنطينة عاصمة الثقافة العربية”، مضيفا أنه وأمام هذا الوضع لا يمكن تصوّر عطاء إبداعي في محيط يكون المبدع فيه محبطا دون أفق وفي غالب الأحيان بلا عمل ولما لا مهمّشا دون حماية اجتماعية تذكر، ناهيك -كما قال- عن قصور السياسة الوطنية للثقافة التي تبقى بعيدة عن حلم المثقفين الذين يطمحون إلى ما هو أفضل، وعلى الرغم من هذا الوضع العام المثبط فإنّه يلاحظ بروز وجوه وهامات إبداعية في جميع مناحي الإبداع على غرار فن الرواية، القصة القصيرة، الشعر والكتابة عامة. ليبقى أمله في كلّ هذا أن تؤسّس الجزائر لحركة ثقافية إبداعية قائمة على مبادئ وركائز متينة تأخذ طابع تقاليد دائمة وتصاعدية من أجل دخول ثقافي على غرار الدخول الاجتماعي وعن الحداثة، اعتبره بأنّ هذا المصطلح قديم قدم اللغة العربية وما ظهورها في الآونة الأخيرة سوى تنشيط لظهور قديم ومعاودة لتصريفها في الزمن الحاضر بالاعتماد على اللغة المدهشة غير المباشرة والمتباينة في الدلالة والمعنى