ثمنت الفدرالية الوطنية للحرفيين والصناعات التقليدية، انعقاد مؤتمرها الوطني الأول الذي سمح بترتيب البيت وإعطاء دفع قوي لجهود بذلت وما تزال بغية تنظيم قطاع الصناعة التقليدية ورد الاعتبار للحرف اليدوية التي يقول بعض أهل الاختصاص بأن العديد منها في طريق الاندثار. كما سمح المؤتمر بضم السواد الأعظم من الجمعيات الولائية والجوارية للحرف والصناعة التقليدية تحت لواء الفدرالية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين بما يعطي نفسا جديدا للاستثمار في نفس المجال ودفع عملية التنمية المستدامة. يشير المختصون إلى أن قطاع الصناعات التقليدية والحرف يلعب دورا كبيرا في إبراز معالم التراث الوطني، والمساهمة في ترقية النشاط الاقتصادي. وشدد السيد رضا يايسي رئيس الفدرالية الوطنية للحرفيين والصناعة التقليدية على أهمية التكوين والتأهيل لصالح الحرفيين، لاسيما الحرفيات الماكثات بالبيوت، وقال في حديث خاص مع ”المساء” بأنه تمت مباشرة بعد انعقاد المؤتمر الوطني الأول للفدرالية، إبرام اتفاقية مع وزارة التكوين المهني والتمهين تقضي بدعم مخطط التأهيل في الحرف اليدوية والصناعة التقليدية، موضحا أن هذه الاتفاقية تقضي فقط بإيفاد حرفيين متمرنين إلى مراكز التكوين المهني للإشراف على تلقين الحرف بأصولها، كما ستسمح بتأهيل دائم للحرفي ومساهمته في إثراء برامج التكوين الوطنية، علما أن الاتفاقية سارية إلى عام 2019. «ولأن الصناعة التقليدية تشكل عنصرا هاما في التعبير عن هويتنا، فإن الفدرالية تتعهد بالعمل الحيوي والمستمر لاستعادة هذه الصناعة بريقها”، يقول رضا يايسي، ويؤكد سعيه لاستقطاب الشباب البطال بغرض تكوينهم على أيدي حرفيين مؤهلين، والهدف هنا مُضاعف، فمن جهة إعطاء الشباب البطال ذوي المستوى التعليمي المتواضع الالتحاق بمراكز التكوين المهني فرصة لتلقي تكوين متخصص في إحدى الحرف اليدوية، لاسيما صناعة النحاس والترصيص الصحي وغيرها، ”من أجل هذا قصدنا الحرفيين الموجودين على مستوى غرفة الحرفيين، واتفقنا معها على التكفل بتكوين الشباب في مختلف الحرف، ومن ناحية أخرى، سيسمح بإعادة تأهيل بعض الحرفيين ممن ولجوا عالم الحرفة اليدوية بالوراثة أو بالصدفة دون تلقي أي تكوين جدي أو حتى شهادة اختصاص تمكنهم من الحصول على قروض، أو تسهل عليهم الحصول على فرص عمل ببعض الشركات”. وجاء المؤتمر الوطني للفدرالية الوطنية للحرفيين والصناعة التقليدية مكملا لجهود الفروع الناشطة في الولايات، بما يسمح بتوحيدها تحت قيادة وطنية ممثلة في الفدرالية التي ستوكل لها مهام تسطير البرنامج الوطني المتعلق بنشاط الحرفة اليدوية، التي تعتبر نشاطا اقتصاديا هاما يساهم في المجهود الوطني للتنمية والتطور. وفي مجال الصناعات التقليدية، تسعى الفدرالية إلى إحداث 525 ألف منصب شغل وأكثر من 211 مليار دج كإنتاج قطاعي خام - حسب تصريح سابق للوزير حاج السعيد- وهذا بفضل تطبيق الاستراتيجية الوطنية لتطوير الصناعات التقليدية وربطها بالديناميكية الاقتصادية. مع الإشارة إلى أن وزارة القطاع وفي سياق الاستراتيجية الوطنية الرامية إلى تطوير وترقية الحرف والصناعة اليدوية، تسعى إلى تحقيق هدفين أساسين في أفاق عام 2020، يتمثلان في الوصول إلى مليون منصب شغل وتحقيق ناتج خام في حدود 334 مليار دج. وفي سياق دعم برنامج التكوين والتأهيل لفائدة الحرفيين، يساهم بشكل كبير وفعال في ترقية الكثير من الحرف اليدوية، خاصة مع مخططات العمل الرامية إلى إرساء ثقافة المرافقة الاقتصادية من خلال تعزيز الشراكة بين الفدرالية الوطنية للحرفيين والصناعة التقليدية والبنك الجزائري، مما يسمح بفتح سبل الاستفادة من قروض بنكية وتوسيعها من اقتناء المادة الأولية إلى شراء سيارات نفعية وغيرها من الخدمات الهادفة إلى إعادة الثقة للحرفيين وتعزيز عملهم اليدوي وترقيته للوصول إلى خانة التصدير قريبا. وتعد الفدرالية الوطنية للحرفيين والصناعة التقليدية كل الممارسين ببرنامج طموح خلال عام 2014، لعل أهم ما فيه تنظيم العديد من التظاهرات والصالونات والمعارض الخاصة بمجال الصناعة التقليدية، سواء محليا، جواريا أو وطنيا وحتى دوليا. وستكون هذه التظاهرات حسب رضا يايسي - غير مربوطة بالمناسبات أو المواسم بل ستكون على مدار السنة وفي كل الولايات بما يسمح للممارسين بتبادل مستمر للتجارب وكذا خلق فضاءات مستمرة لتصريف المنتوج. جدير بالإشارة إلى أن المؤتمر الوطني التأسيسي للفدرالية انعقد بداية أفريل الجاري بمشاركة أعضاء من 48 ولاية، وحمل هدف استكمال البرنامج الوطني لتأطير وتفعيل القطاعات المهنية والحرفية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين. وكان من بين أهم الأهداف؛ تشكيل أعضاء المكاتب الوطنية التي تتكفل بأهم انشغالات الحرفيين والتجار والوقوف على مشاكلهم. بالإضافة إلى بلورة الخطوات الأساسية للارتقاء بنشاط الحرف والصناعات التقليدية وإبراز دوره في عملية التنمية المستدامة للاقتصاد الوطني.