يتحدث السيد رضا يايسي، رئيس فيدرالية الحرفيين والصناعة التقليدية في هذا الحوار، عن الإجراءات التي تقوم بها الهيئة في سبيل إدماج الشباب دون مستوى الرابعة متوسط في مجال التكوين لتعلم الحرف اليدوية. كما يتحدث أيضا عن مختلف النشاطات التي ترعاها ذات الجهة بهدف ترقية الصناعة التقليدية والسماح للحرفيين بإيجاد فضاءات لتصريف بضاعاتهم ومنها المعرض المقام حاليا بساحة البريد المركزي. المساء: لاحظنا مؤخرا تنظيم عدة معارض للصناعة التقليدية بالجزائر الوسطى، ففي أي إطار يقام المعرض الجاري؟ رضا يايسي: هذا المعرض يقام بمناسبتين اثنتين، الأولى نهاية السنة وقد إرتأينا تنظيم معرض للصناعة التقليدية بمشاركة عدة حرفيين في صناعة السلال، النحاس، الحدادة الفنية، الحلي التقليدية وغيرها، بالمقابل هناك معرضا آخر للقشابية والبرنوس بمناسبة الأسبوع الوطني لهذا اللباس التقليدي وأيضا بمناسبة الموسم الشتوي من جهة وأيضا للفت الانتباه لهذا الموروث التقليدي الذي يلقى رواجا كبيرا خاصة في الشتاء لمزاياه الكثيرة. كما تهدف الفيدرالية من خلال تنظيم هذا المعرض ومعارض مشابهة أخرى تنظم على مدار السنة، إلى رسكلة الحرفيين أنفسهم من خلال تبادل التجارب ما بين الولايات وأيضا لخلق فضاءات تسويقية وترويجية لمنتوجاتهم.
تصريف البضاعة أهم إشكال يواجهه الحرفي، فكيف تعمل الفيدرالية على حله؟ صحيح، أن أهم ما يشغل بال الحرفي بعد التصنيع، هو بيع بضاعته وهو إشكال وطني ولا يخص جهة دون الأخرى، والفيدرالية بغية منها في تسهيل الأمور على الحرفيين وحتى لا يضطر هؤلاء لهجر حرفتهم، فإنها اتجهت في السنوات الأخيرة إلى سياسة تنظيم معارض محلية وجهوية وأخرى وطنية على مدار السنة، أولا لتقريب الحرفيين من بعضهم في سياق تبادل التجارب، وثانيا للتعريف بأنفسهم، ومن ثم ترويج حرفتهم وتحقيق بعض العائدات المادية، فالدعم الذي يتلقاه الحرفي ضئيل، ولذلك فإن أهم مخرج من هذه الضائقة هو المعارض. ولقد حققت هذه السياسة أهدافها المسطرة، والدليل نجاح معرض الصناعة التقليدية المنتظم خلال الموسم الصيفي 2013 بما يزيد عن المائة بالمائة.
وهل يتم تنظيم معارض في كل ولاية، أم أن العاصمة هي وجهة التلاقي للحرفيين في كل مرة؟ العاصمة تحديدا تعرف خلال السنة تنظيم معارض وصالونات وطنية ودولية صحيح، ولكننا كفيدرالية نعمل على الخروج من العاصمة في تنظيم معارض الصناعة التقليدية في غير المناسبات الوطنية والدولية، ومن ذلك أنه يقام حاليا بولاية الجلفة عيد الزربية والقشابية، وكذلك تحتضن ولايات أخرى معارض مماثلة بين الفينة والأخرى، ولكن الملاحظ أن هذه المعارض لا ترقى لاحتضان العاصمة لمثل هذه التظاهرات، لذلك فإنها تبقى بالنسبة لنا المكان الأفضل لاحتضان هذه التظاهرات، وبالأخص ساحة البريد المركزي ببلدية الجزائر الوسطى، وهي الساحة التي تعرف توافدا كبيرا من قبل المواطنين ومن الولايات ال48 والأجانب كذلك.
وهل تدخل كل هذه التظاهرات ضمن رزنامة سنوية معينة، أو يتم العمل حسب العطل السنوية؟ الفيدرالية عملت على تنظيم معارض الصناعة التقليدية خلال 2013 تحت شعار ”تراثنا فخر لنا”، فنحن نعتقد أن حماية التراث من حماية الحدود، وهذا يتم من خلال العمل على دعم الحرفيين قدر المستطاع ليبقوا متشبثين بحرفهم اليدوية وبالتالي الاستمرار في المحافظة على الهوية الوطنية.
وكيف للحرفة اليدوية أن تساهم في الحفاظ على الحدود حسبكم، خاصة وأن الصناعة التقليدية الجزائرية تتشابه مع الحرف لجيراننا في الشرق والغرب على السواء؟ منتوجنا الجزائري من الحرف اليدوية مازال لم يجد طريقا ليعبر الحدود في إطار التصدير، لذلك يبقى إلى حد كبير غير معروف في دول مثل تونس والمغرب، صحيح قولكم بأن فيه تشابه كبير في الصناعة اليدوية بين بلدان المغرب، ولكن لكل بلد لمساته الفنية الخاصة، ولكل منتوج يدوي ميزة خاصة به بكل مجتمع. نحن اليوم في الفيدرالية نعمل على إيجاد طرق لإيصال منتوجاتنا الحرفية واليدوية لما وراء الحدود لإعطاء صبغة دولية لهذا الإنتاج ودفع آخر كبير يدعم الحرفيين في المجال. وهنا أشير إلى أن فيدرالية الحرفيين والصناعة التقليدية ما تزال فتية مضى لها سنة واحدة من التأسيس فقط، ورغم ذلك قد قامت بعدة تظاهرات لدعم الصناعة التقليدية. أذكر في السياق أنه من مارس إلى ديسمبر 2013، قد أشرفت على تنظيم 29 معرضا ونالت العاصمة حصة الأسد باحتضان 23 معرضا من المجموع، والسبب أن الفيدرالية متعاقدة مع 57 بلدية بولاية الجزائر لتسهيل إقامة معارض للصناعة التقليدية.
وماهي مطالب الفيدرالية التي تعرفها اليوم للجهات المعنية لدعم أكثر للحرفيين؟ كفيدرالية نأمل في فتح فندق للحرفيين في كل ولاية بهدف تسهيل عمليات التبادل في إطار المعارض المقامة هنا وهناك، حتى يجد الحرفي راحته متى تلقى الدعوة للمشاركة بمعارض جهوية أو وطنية، فنحن اليوم نوجه الدعوة للعديد من الحرفيين من مختلف الولايات ولكننا نتفاجأ بتغيّب الكثيرين منهم بسبب إنعدام الإيواء. وهذا لا يخدم الحرفيين أنفسهم ولا ترقية الصناعة التقليدية.
وبماذا تعدون الحرفيين خلال 2014؟ نعدهم ببرامج آخرى أكثر ثراء تعمل الفيدرالية على تسطيرها منذ مدة، وينطلق مع الموسم الربيعي القادم، كما أود أن أشير إلى أن الفيدرالية وفي إطار الدعم المتواصل للصناعة التقليدية، فإنها عمدت مؤخرا إلى العمل مع لجان الأحياء بولاية الجزائر النموذجية في سياق امتصاص البطالة، وهذا بتحسيس الشباب الذين يقل مستواهم التعليمي عن الرابعة متوسط بأهمية تلقي تكوين في حرفة ما، إلى جانب العمل مع مراكز التكوين المهني لإيجاد صيغة معينة لقبول هؤلاء نحو التكوين. وبهذا تكون المنفعة متبادلة.