قررت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، إدراج أربعة لقاحات جديدة في قائمة الثمانية المعتمدة منذ سنوات، ما يرفع عدد اللقاحات إلى 12 لقاحا في الرزنامة الوطنية التي لم يتم تحيينها منذ سنة 2007. وتعكف لجنة الخبراء على مستوى الوزارة، وبالتنسيق مع المنظمة العالمية للصحة، على تحضير استراتيجية وطنية جديدة للقاحات تعتمد على معايير حديثة وطرق أخرى جديدة. وأوضح مسؤول مصلحة الأمراض المعدية بالمركز الاستشفائي الجامعي لبني مسوس، الأستاذ عبد الكريم سوكحال، أن تحديات جديدة تواجه الجزائر في مجال التلقيح، مما استوجب إدراج اللقاحات الأربعة الإضافية لمكافحة أربعة أمراض معدية لم يكن يشملها البرنامج الوطني للتلقيح، من بينها مرض المكورات الرئوية “بنوموكوك” الذي يصيب الأطفال دون سن الخامسة والذي يتسبب في وفاة العديد منهم، والتهاب الغدة النكفية “اوريون”، والحصبة الألمانية “ريبيول”. كما تعكف لجنة الخبراء أيضا على ضبط برنامج خاص ضمن استراتيجيتها الوطنية الجديدة، يقضي بتلقيح الأشخاص الكبار حسب مصدر من مديرية الوقاية لوزارة الصحة، الذي أوضح أن تلقيح الكبار يأتي من باب ضمان حماية الأطفال لاسيما حديثي الولادة منهم الذين لا يمكن تلقيحهم، ومن ثمة ضمان حماية الجميع. وتعتمد الاستراتيجية التي توجد حاليا قيد الدراسة والتحضير، على ضرورة إخضاع المرأة الحامل لثلاثة لقاحات بصفة إجبارية، وهي اللقاحات المضادة للأنفلونزا الموسمية، الخناق والدفتيريا والكزاز، لتفادي نقل المرض للأجنّة بالإضافة إلى اعتمادها على طرق جديدة للتلقيح، حيث سيتم الاعتماد على التلقيح عن طريق الحقن، بالإضافة إلى التلقيح عن طريق التطعيم. وحسب مصدر من وزارة الصحة، فإن التلقيح بشتى أنواعه ينقذ حياة 2 إلى 3 ملايين شخص سنويا، ما يستدعي ضرورة مواكبة التطور الحاصل في هذا المجال عبر العالم، حيث تظهر باستمرار لقاحات جديدة موجهة لحماية الأطفال وحتى الكبار من أخطر الأمراض والأوبئة. ومن المقرر - حسب مصادرنا - وصول خبراء عن المنظمة العالمية للصحة للجزائر، في الأيام المقبلة، قصد التشاور حول أفضل استراتيجية للتلقيح التي ستعتمد مستقبلا بالجزائر والتي يتوقع المختصون أن تشهد إدراج لقاحات أخرى من بينها اللقاح المضاد لسرطان عنق الرحم الذي اعتمدته عدة دول أوروبية مؤخرا، علما أن هذا النوع من اللقاح لا يزال يثير جدلا في أوساط مختلف المختصين بالجزائر. كما تواجه الجزائر مثلها مثل باقي الدول، مشكل انتشار بعض الأمراض في الفترة الأخيرة مثل فيروس”ايبولا” الذي انتقل إلى بعض الدول الإفريقية، وكذلك “كورونا” و"الملاريا” التي خلّفت عددا من الضحايا في دول ليست بعيدة عنّا، ما استوجب تفعيل عدة آليات منها نظام اليقظة والاستشعار المبكر، مع اتخاذ الإجراءات والتدابير العلاجية والوقائية لمواجهة أي عدوى محتملة.