عين رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أمس، السيد عبد المالك سلال، وزيرا أول خلفا للسيد يوسف يوسفي، الذي كان يشغل هذا المنصب بالنيابة، حسبما أورده بيان لرئاسة الجمهورية. وجاء في البيان أنه ”طبقا لأحكام المادة 77 الفقرة 5 من الدستور، أنهى فخامة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، اليوم، مهام الوزير الأول بالنيابة التي كان يتولاها السيد يوسف يوسفي، مشيرا إلى تعيين السيد سلال وزيرا أول. وشغل السيد سلال، منصب الوزير الأول من سبتمبر 2012 إلى غاية 13 مارس 2014، أي عشية بدء الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل، إذ عين مديرا لحملة المترشح الحر السيد عبد العزيز بوتفليقة، ولذا أقيل من مهامه على رأس الجهاز التنفيذي ليشرف على الحملة الانتخابية بصفته من أبرز ممثلي السيد بوتفليقة. وهي ثالث مرة يشرف فيها على نفس المهمة بعد رئاسيات 2009 و2004. وقبل ذلك تولى السيد سلال، الذي ولد في أول أوت 1948 بقسنطينة، عدة مناصب ومسؤوليات في الدولة. حيث شغل منصب وزير الموارد المائية، كما تولى مهام وزير الداخلية والجماعات المحلية، والشباب والرياضة، والنقل والأشغال العمومية. وعمل السيد سلال المتخرج من المدرسة الوطنية للإدارة، في السلك الدبلوماسي كسفير للجزائر في المجر. وكان واليا في كل من بومرداس وأدرار وسيدي بلعباس ووهران والأغواط. وفي الوظيفة العمومية شغل السيد سلال، منصبا إداريا ومستشارا تقنيا ورئيس ديوان ولاية ڤالمة، ومستشارا تقنيا بوزارة التربية الوطنية. كما شغل منصب رئيس دائرة تمنراست وأرزيو وكذا واليا خارج الإطار لدى وزير الداخلية والجماعات المحلية، وشغل أيضا منصب رئيس ديوان بوزارة الشؤون الخارجية. ولم يكن الإعلان عن عودة السيد سلال، إلى منصبه مفاجئا للكثير من المتتبعين الذين توقعوا أن يستعيد مدير حملة السيد عبد العزيز بوتفليقة، الوزارة الأولى في حال فوز الأخير بالرئاسيات. كما ان السيد سلال، أبدى ثقة ملحوظة في استمراره على رأس الجهاز التنفيذي بعد الرئاسيات، بالنظر إلى التصريحات الكثيرة التي أطلقها في هذا الشأن، من بينها وعوده بالعودة إلى زيارة عدد من الولايات لمتابعة المشاريع التنموية المبرمجة التي تفقدها سابقا، وكذا تعهده بالعودة إلى غرداية لحل الأزمة التي تعيشها، فضلا عن إشارته إلى ترؤسه للوفد الجزائري في اللجنة العليا المشتركة الجزائرية -الفرنسية التي ستعقد نهاية السنة بباريس، وذلك خلال زيارة الوزير الأول الفرنسي السابق، جون مارك ايرولت، للجزائر في ديسمبر الماضي. ويفتخر السيد سلال، بكونه أول رئيس حكومة جزائري يقوم بزيارة كل ولايات الوطن في مدة قصيرة. وهي الزيارات التي أخرجت الرجل من الظل ليتحول إلى شخصية تثير الكثير من الجدل، لاسيما بسبب روح الدعابة والبساطة والتلقائية التي يتميز بها في تعامله مع المواطنين، والتي جعلته محط إعجاب من جهة وانتقادات من جهة أخرى.كما أنه يتميز بعدم انتمائه السياسي وهو ما يجعله قادرا على الجمع بين مختلف أطياف الساحة السياسية في الجزائر بسهولة أكبر ضمن طاقم حكومي، ينتظر أن يعلن عنه قريبا. ليتم بعدها الشروع في العمل على تجسيد برنامج رئيس الجمهورية، الذي أعطى أهم ملامحه في خطاب أمس، والتي تؤكد أن مهام كثيرة تنتظر السيد سلال وفريقه الحكومي.