تناشد 13 عائلة مقيمة ب 39 شارع محمد بوقرة بالأبيار والي العاصمة، السيد عبد القادر زوخ، التدخل لإنقاذها من خطر الموت الذي يهددها في أية لحظة، بسبب الأضرار التي لحقت بسكناتها واختلال توازن أساساتها وتشقق جدرانها نتيجة أشغال الحفر التي مست الحي. وحسب السكان، فإن بناياتهم تضررت بصفة كبيرة خلال الثلاث سنوات الأخيرة، بسبب أشغال الحفر التي تمت بعين المكان وألحقت أضرارا خطيرة بأعمدة السكنات التي يعود تاريخ إنجازها إلى العهد الاستعماري، وهو ما لاحظته ”المساء” خلال زيارتها للحي الذي عبر بعض سكانه عن مخاوفهم من الأخطار التي تهدد حياتهم، حيث تحول ذلك إلى هاجس حقيقي بالنسبة إليهم، خاصة أن التشققات التي مست الجدران والأسقف كبيرة إلى درجة أن الجزء العلوي من الجدران انفصل عن السفلي. وما زاد من مخاوف العائلات؛ الأضرار التي لحقت بأعمدة البنايات وأساساتها، حيث لم تتوقف إلى حد الآن، إذ ذكرت ربة بيت ل ”المساء” أن السكان يهرولون هربا خارج منازلهم في معظم الأحيان بسبب اهتزازها وسماع صوت تشققات جديدة بها، خاصة بالنسبة لبعضها، حيث تضررت بدرجة كبيرة، تتطلب تدخل السلطات المعنية بشكل عاجل، مثلما أكد القاطنون بها الذين سبق لهم أن احتجوا على ما آلت إليه سكناتهم. وفي هذا الصدد، أشار المتحدثون ل”المساء”، إلى أن السلطات المعنية والشركة التي قامت بحفر قنوات كبيرة تحت الأرض وأدت إلى هذه الوضعية، لم تعر أي اهتمام لمطالبهم المتعلقة بترحيلهم إلى سكنات لائقة وإنقاذهم من الوضعية الصعبة التي يعيشونها فيها، مضيفين أنهم يرفضون ترميم البنايات وترقيعها، لأن درجة الضرر الذي لحق بها كبيرة جدا، حيث يمكن أن تتهاوى في أية لحظة، مثلما أكدته لهم المصالح التقنية لبلدية الأبيار ومصالح المراقبة التقنية للسكن التابعة لولاية الجزائر. وذكر هؤلاء أنهم لم يتلقوا ردا من طرف المعنيين إلى غاية اليوم، ومنهم بلدية الأبيار التي حذرتهم من الوضعية الخطيرة لسكناتهم التي أصبح من الصعب العيش فيها بسبب هاجس الخوف اليومي الذي يحلمون أن يتبدد بتدخل الجهات المسؤولة التي وعدتهم بالتكفل بهذا الملف الذي قد يؤدي التماطل أكثر في حله إلى ما لا يحمد عقباه. من جهة أخرى، أوضح أحد المتضررين أن بيته كان في وضعية لائقة رغم قدمه، غير أنه أصبح مهددا بالانهيار في أية لحظة نتيجة تضرر أساساته التي انقسمت إلى قسمين، كما اعوجت الجدران وتزحزحت من مكانها وتمايلت، مشيرا إلى أن أشغال مد أنابيب المياه وتطهيرها بهذا الحي القريب من جبل بوقرة والواقع بالقرب من الطريق الرئيسي في الأبيار، تعد السبب الرئيسي في حالة الرعب والهلع الحقيقي الذي يعيشونه، مما جعلهم يجددون مطلبهم للسلطات المعنية للتكفل بقضيتهم التي باتت تشكل كابوسا حقيقيا يطاردهم بشكل يومي. وفي سياق متصل، ذكرت العائلات بأنها تعاني من الإهمال الذي طال مقر الشركة المتواجدة في الطابق الأرضي للسكنات والتي أغلقت منذ سنوات، حيث تسببت في انتشار البعوض والحشرات والروائح الكريهة التي أصبحت مصدر إزعاج، خاصة في فصل الصيف عندما ترتفع درجات الحرارة، فضلا عن ضيق السكنات المتضررة التي أصبحت لا تستوعب عدد أفراد الأسرة الواحدة الذين يعيشون أوضاعا جد صعبة، مثلما لاحظناه عند زيارتنا للحي. وحاولنا معرفة موقف بلدية الأبيار من الوضعية التي تعيشها العائلات في السكنات المهددة بالانهيار، غير أن رئيسها كان في اجتماع، كما أنه لم يرد على اتصالاتنا الهاتفية المتكررة، بينما أشارت المعلومات التي تحصلنا عليها من مصلحة التعمير لنفس البلدية، إلى أن مشكل البنايات الواقعة بحي بوقرة تسبب فيه مشروع إنجاز قناة ضخمة تحت الأرض الذي أشرفت عليه شركة ‘'طوديني'' الإيطالية، حيث قامت بوضع ما يشبه نفقا في شكل قناة تجمع مياه الصرف، انطلاقا من ميناء العاصمة، وصولا إلى شاطوناف في الأبيار، وهي القناة التي مرت من شارع بوقرة الذي يواجه بدوره مشكل انجراف التربة الذي يثير هو الآخر قلق السكان.