أقامت إدارة مؤسسة ميناء الجزائر أمس الجمعة بالجزائر العاصمة، وقفة ترحّم تخليدا لأرواح ضحايا الاعتداء التفجيري الذي نفّذته عناصر منظمة الجيش السري الفرنسي يوم 02 ماي 1962، الذي أودى بحياة أكثر من 100 عامل بالميناء، حضرها رئيس المنظمة الوطنية للمجاهدين السيد سعيد عبادو، والقائد العام للكشافة الإسلامية نور الدين بن براهم، وممثلون عن المركزية النقابية، إلى جانب المدير العام للحماية المدنية مصطفى لهبيري. وشهد تخليد الذكرى التي حضرها، من جهة أخرى، ممثلون عن مختلف القطاعات الوزارية، قراءة فاتحة الكتاب على أرواح هؤلاء العمال الشهداء؛ حيث تقدّمت مجموعة من أعوان الحماية المدنية، التي وضعت إكليلا من الزهور على النصب التذكاري المخلّد لأسماء ضحايا هذه التفجيرات الفرنسية الجبانة. كما تم رفع الراية الوطنية فوق النصب الذي يحمل تمثالا برونزيا لأحد عمال الميناء يحمل على كتفيه حمولة ثقيلة، قبل أن يشرع القائمون على تنظيم هذه الوقفة في تكريم عمال الميناء المتقاعدين، بمنحهم ميداليات تشجيعية؛ عرفاناً لما قدّموه من جهود وخدمات لهذه المؤسسة المينائية العريقة. وأكد رئيس المنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو بالمناسبة، أن تخليد هذه الذكرى التاريخية يندرج ضمن إعادة الاعتبار لعمال ميناء الجزائر، الذين سقطوا شهداء يوم 02 ماي 1962 على يد أفراد منظمة الجيش السري الدموية، داعيا إلى ضرورة تدوين كافة الأرشيف الخاص بهذه العملية، وجعله في متناول الأجيال الصّاعدة. كما اقترح تكثيف اللقاءات والندوات التاريخية والموائد المستديرة لتسليط الضوء على كافة حيثيات فترة وقف إطلاق النار بين جبهة وجيش التحرير والاستعمار الفرنسي. وبدوره، أكد القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم، أن تخليد هذه الذكرى يرمي إلى الحفاظ على الذاكرة التاريخية الوطنية وتلقينها للأجيال القادمة، مشددا على وجوب الاهتمام أكثر بالتاريخ وتمحيصه من الشوائب والشكوك؛ بما يخدم المصلحة العليا للأمة. وذكّر بن براهم في هذا الإطار، بأن عمال ميناء الجزائر دفعوا ثمنا غاليا في سبيل اختيارهم للحرية والاستقلال والانعتاق من أغلال الاستعمار الفرنسي البغيض، مشيرا إلى أن رد الإدارة الفرنسية كان دمويا وشنيعا من خلال العملية التفجيرية، التي استهدفت العمال الجزائريين الأبرياء. وحسب شهادات المؤرخين، فقد قام عناصر من منظمة الجيش السري الفرنسي، بتفجير سيارة مفخخة يوم 02 ماي 1962 على الساعة السادسة و10 دقائق صباحا، أمام مركز توظيف عمال الموانئ، وتزامن هذا التفجير وأعمال إجرامية أخرى مع الإعلان عن وقف إطلاق النار رسميا بين الجزائر وفرنسا في 18 مارس 1962.