حذر رئيس جمعية حماية المستهلك لولاية الجزائر مصطفى زبدي، من خطر الإفراط في تناول المكملات الغذائية والبروتينات ومضادات الالتهاب، داعيا كل المواطنين إلى الاستهلاك العقلاني لهذه المواد مع التقيد التام بنصائح الأطباء قبل تناولها. وأرجع مصطفى زبدي سبب الإفراط في تناول هذه المنشطات من طرف مختلف شرائح المجتمع إلى البحث عن الكمال الجسماني والجمال المثالي أمام المجتمع عموما. وندد في حديثه ل”المساء”، بالقول إنه رغم ارتفاع أسعار هذه المواد، إلا أن بعض الشباب مهووسون بالمظاهر الخارجية، مما يجعلهم يقتنونها مهما كانت أسعارها، محذرا من النوعية الخطيرة لهذه المكملات الرديئة، خاصة التي تحتوي منها على نسبة عالية من المواد الكيماوية التي تشكل خطرا كبيرا على صحة المستهلك. كما حث رئيس جمعية المستهلك، وهو مختص في الطب العام، المواطن على التوجه نحو استهلاك كل ما هو طبيعي من الفيتامينات والبروتينات المتوفرة في الخضر والفواكه، للحصول على غذاء متوازن من الدهون والسكريات، إذ أن الجسم لا يحتاج إلى مكملات غذائية اصطناعية إلا في حالة رصد اختلال معين، لاسيما لدى المرأة الحامل التي تحتاج إلى طاقة إضافية، أو الرياضي الذي يقوم بحرق الدهون. وقال الدكتور زبدي في هذا الخصوص: ”هناك قاعدة ذهبية على الفرد اتباعها، وهي أن جسم الإنسان يمكن أن يحقق التوازن طبيعيا، ومن الخطأ الإفراط في تناول مادة معينة مهما كانت لتقوية الجسد، لأن كل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده. حتى الأدوية لها أعراض ثانوية قد تكون وخيمة”، وأضاف: ”بأن حمية تناول اللحوم بشكل كبير لاكتساب البروتينات تسبب مرض النقرس، كما تسبب انسدادا في الأوعية الدموية بسبب تراكم الشحوم”. وتشهد السوق المحلية عرض أنواع كثيرة للمكملات الغذائية التي يقبل عليها الشباب، وتنتعش تجارتها خاصة قبل فصل الصيف، حيث يطمع البعض في فتل العضلات وتجميل الجسم بطريقة سريعة ونتائج فعالة، يكون سببها عادة هرمونات معينة، يتحدث عنها الدكتور زبدي بقوله؛ ”إن الهرمون مادة يفرزها الجسم لتنشيط وتوازن عمل هذا الأخير، كما يساهم في تسريع بنائه وتقويته، إلا أن تناول الهرمونات على شكل أقراص أو مشروبات أو حقنها داخل الجسم دون وصفات طبية مرخصة من طرف المختصين، قد تكون لها عواقب خطيرة على صحة الإنسان، لاسيما تلك التي تدخل فيها تركيبة بعض الأدوية، لذا لا يستحب استعمالها بشكل عشوائي”. وفي هذا الصدد، طالب رئيس جمعية حماية المستهلك لولاية الجزائر بضرورة تفعيل جهاز إنذار وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، بتنشيط حملات للتوعية حول مخاطر الإفراط في تناول هذه المنشطات، مهما كان نوعها؛ بروتينات أو فيتامينات أو مضادات التهاب أو حبوب مقوية ومنشطة..، للتحكم والإرشاد حول المخاطر الغذائية، مع تنشيط مراقبة النقاط التي تباع فيها هذه المواد، ومنه وقف تسويق مختلف المنتجات والمواد المغشوشة والتالفة والخطيرة على الصحة ، ضمانا منها لحماية صحة وسلامة المواطنين خاصة في الآونة الأخيرة، حيث كثر استهلاكه من مختلف شرائح المجتمع، لاسيما الفتيات. وأبدى المتحدث موقفه تجاه الإعلانات التي كانت تقوم بعرض منافع بعض المنشطات والمكملات الغذائية التي تباع داخل الصيدليات، وأصبح المواطنون يستهلكونها بشكل مفرط دون الأخذ بنصائح الطبيب، مبينا وقوف هيئته ضد بعض المروجين تحت ترخيص وزارة الصحة، مما جعل الوزارة الوصية تكبح هذا الإشهار الذي كان يوحي بالصحة والحيوية والنشاط، بهدف إحباط أية محاولة تسويق مواد قد تكون ضارة وتمس بسلامة المواطن.