تلتقي غدا، مجموعة من رجال الأعمال الجزائريين بنظرائها التونسيين، لبحث سبل الشراكة وإقامة استثمارات مشتركة في مجالات الصناعات الغذائية، الفلاحة، منتوجات الصيد، وغيرها من الميادين المتعلقة بالتجهيزات والمعدات ذات الاستعمال المهني، بالإضافة إلى خبراء ومختصين في الاستشارة والتكوين في قطاع الصناعات الغذائية والتعليب والتغليف. ويهدف هذا اللقاء إلى ترقية المبادلات التجارية بين البلدين المقدرة حاليا ب1500 مليون أورو. ويضم الوفد التونسي رؤساء عدة مؤسسات تنشط في مجال الصناعات الغذائية أثبتت نجاعتها في السوق التونسية، والأسواق الأجنبية التي تصدر لها منتوجاتها حسبما أكدته الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية، في موقعها الإلكتروني، نقلا عن البعثة التجارية التونسيةبالجزائر، والتي أكدت أن اللقاء الذي ينظم ببجاية سيخصص لبحث وتطوير علاقات الشراكة في هذا المجال بعرض التجربة الجزائريةوالتونسية في هذا القطاع، والاستفادة من خبرة كل بلد. ويعد اللقاء فرصة للدفع بعجلة العلاقات الثنائية بين البلدين في المجال التجاري والاقتصادي بعد زيارة رئيس الحكومة التونسي، مهدي جمعة، للجزائر الأسبوع الماضي، والذي ناقش مع الحكومة الجزائرية سبل تطوير هذه الشراكة بعد أن أكدت الجزائر استعدادها لدفع العلاقات الاقتصادية لترقى إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين الجارين. وتعول الجزائروتونس على هذا اللقاء لإقامة المزيد من المشاريع والاستثمارات التي من شأنها رفع قيمة المبادلات التجارية التي تبلغ 1500 مليون أورو حاليا، منها 900 مليون أورو عبارة عن صادرات جزائرية نحو تونس و600 مليون أورو صادرات تونسية نحو الجزائر. علما أن الجزائر تصدر لتونس المواد الأولية من محروقات وغيرها، فيما تصدر تونس للسوق الجزائرية منتجات ميكانيكية وكهربائية ومنتجات غذائية وكذا منتجات صيدلانية. وبالرغم من أن الأرقام المتعلقة بالمبادلات بين البلدين تتحسن من سنة إلى أخرى، فإنها تبقى ضعيفة على العموم وبعيدة كل البعد عن طموحات البلدين اللذين يأملان في ارتفاع هذه الأرقام خاصة بعد دخول الاتفاق التجاري الموقع عليه بين البلدين حيز التنفيذ في مارس الماضي، الذي سمح بإعفاء ألف منتوج من الرسوم الجمركية لتشجيع عمليات التصدير والاستيراد، والذي يعد خطوة هامة في إقامة منطقة التبادل التجاري الحر. وبالإضافة إلى قطاع الصناعات الغذائية وفروعها، يهتم رجال الأعمال التونسيون بالاستثمار في قطاع السياحة والصناعات الصيدلانية بالجزائر، علما أن عدد الشركات التونسية التي استثمرت في الجزائر بلغ 200 شركة. وتهدف لقاءات الأعمال التي تنظمها الجزائروتونس إلى التعريف بمحيط الأعمال، وإمكانيات كل بلد في مجال الاستثمار والشراكة للاستفادة من هذه الإمكانيات، وفرص علاقات الجوار والاتفاق التجاري لإقامة مشاريع اقتصادية تسهم في تنويع الاقتصاد بين البلدين وتدفع بعجلة التنمية. إذ من المنتظر أن ينظم لقاء آخر للتعاون في شهر ديسمبر المقبل، يجمع المتعاملين في القطاع الطبي وشبه الطبي وكذا الصيدلي، والمختصين في تجهيزات المستشفيات لتطوير الشراكة والاستفادة من تجربة تونس التي حققت نتائج ملموسة في هذا الميدان.