يقترن الفن بالدعابة، فينتجان صورا طريفة تعجب المتفرج وتضفي على ثغره ابتسامة، وربما الضحك أيضا، وهو ما نجده في الصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الطريفة الذي تتواصل فعالياته إلى غاية آخر يوم من الشهر الجاري برواق ”باية” بقصر الثقافة ”مفدي زكريا”. 64 صورة طريفة تزين رواق ”باية” بقصر الثقافة، واختار أصحابها من الهواة والمحترفين في مجال التصوير، مواضيع مختلفة تصب معظمها في قالب الطرافة والدعابة، وجاءت نتاج الحظ من خلال التقاطها بالصدفة، لتحمل عناوين تناسب الموضوع وتجعله أكثر طرافة. ”المساء” توقفت بداية عند صورة ”قيلولة على الطريقة الجزائرية” لابن علي شريف فراس، صور فيها رجلا يغط في قيلولة تحت شاحنته، أما الصورة الثانية للمصور نفسه، فحملت عنوان ”باب خلف الأبواب”، وهي عن باب وُضع مكان نافذة من الطابق الأوّل لمسكن في قسنطينة ولا ندري المغزى من هذه الفعلة! أما سفيان بوسلسال، فاختار صورة لجبل بوشطاطة بسكيكدة، تعرض للحرق، وقال عنه بأنه فني من خلال آثاره ”الجميلة”، ودائما عن ”الحريق”، صور مهدي بوطاروق محلا يبيع معدات للحماية من الحريق تعرض للحريق! وعند البحر، توقف عدة مصورين، حيث زاوجوا هذا المنظر الطبيعي الخلاب بمواضيع طريفة، من بينها صورة ”مطعم كوخ”، وهو عن كوخ يقع قبالة البحر، مكتوب على حائطه ”مواد غذائية، مأكولات خفيفة، مشروبات غازية، بوراك.. مرحبا بكم” وهي لسفيان بوسلسال، أما صورة بكال مراد، فحملت عنوان ”بيتش فايتر”(مصارعة البحر)، تظهر رجلا كأنه يطير في السماء وعلى استعداد لمصارعة رجل آخر قبالته يحمل مضرب تنس. كما اختارت نوارة دداش موقفا طريفا لالتقاط صورتها، يتمثّل في تقاطع الطريق بين موكب فرح وقطيع من البقر، والتقطت في صورة ثانية شجرة تظهر كأنها شبح، في حين عنون حميد دواخ صورته ب«سهرة مشمسة”، يقصد بها سيارة تقل مناصرين، يحمل أحدهما مظلة كبيرة في عز الليل. وقدم بلال فلفول صورتين؛ الأولى بعنوان ”سيرك الحرابي”، تظهر حرباء تشد صديقتها من ذيلها، بينما تقوم الأخرى بمسك زهرة، أما الصورة الثانية فتحمل عنوان ”وحش المطبخ”، وهي عن شوكة مطبخ ملتوية تظهر بشكل واضح في الصورة وشوكة أخرى كأنها تحاول أن تصعد إلى الطاولة. كما اختار بعض المصورين حيوانات مختلفة وقدموها في صدارة صورهم، من بينهم جمال غزال في صورة ”نوبة ضحك”، حيث صور قطا يظهر كأنه يضحك، أما نوال حاج عبد الحفيظ، فالتقطت صورة لكلب يحتضن قطا عنونتها ”تحالف خارج الطبيعة”، في حين التقط محمد ياسين حماش صورة قرد يظهر كأنّه جزء لا يتجزأ من الجبل الذي ينام عليه في صورة بعنوان ”القرد الحرباء”. ودائما مع الحيوانات، التقط يوسف كراش صورة لكلب يقطع الطريق من الممر المخصص للراجلين، بينما اختار جعفر الحب كموضوع لصورته، فصور زوج طير يظهر أنهما يقبلان بعضهما البعض في صورة ”الحب المتحرّر”، أما صورة ”القطط العظيمة” فهي عن ثلاثة قطط دفعت بهم نافورة إلى التحليق في السماء، وهي صورة لشكيب طاهر. وانتقى بعض المصورين موضوع إشارات المرور، كصورة ”تورنور” لسفيان سياب، يقصد منها الخراط، حيث كتب صاحبها كلمة بالفرنسية لكن بالحروف العربية، في حين التقط بشير فورار صورة باللونين الأبيض والأسود لإشارة مرور باسم ”تمهبل” وليس ”تمهّل”. وهناك مزيد من الصور في الطبعة الرابعة للصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الطريفة، نذكر صورة وسيلة زيماموش بعنوان ”مقهى الشباب” الذي يجلس فيه الكهول، وصورة للويزة صديقي حول مغسلة مكتوب عليها ”بوراك”، حيث عنونت صورتها ب«بوراك، نظيف ومغسول جيدا”، أمّا صورة ”حظر غريب” فصوّر فيها نبيل محول مقبرة بها لافتة ”ممنوع الدفن”. صورة طريفة أخرى وهذه المرة من الخضر، حيث التقط عبد الرحمن لاسولي صورة لخضر زينها صاحبها على شكل علم الجزائر ومتكونة من طماطم وخس وملفوف، بينما التقط يوسف كراش صورة لتمثال الأمير عبد القادر وهو يلوح بسيفه تجاه الهوائيات المقعرة في صورة ”الحرب المندلعة ضد الهوائيات المقعرة”، كما اختار شريف تقي الدين كفتي صورة سيارة كي يعلن عن بيعه للأرض في صورة ”منزل للبيع”، أمّا حقة رشيد فيشارك في الصالون بصورتين، الأولى عن شاحنة تقل في مؤخرتها طفلة تركب دراجة، والثانية عن رجل يمتطي صهريجا ويحمل علما جزائريا، كأنه سعيد بحدث ما رياضي ربما أو سياسي.