عندما يمتزج العلم بفن التصوير، ينتج صورا جميلة من جهة وتحتوي على معلومات علمية تفيد الجمهور من جهة أخرى، وهو ما يمكن أن نعيشه في معرض ''العلم الإسباني من خلال صور'' والذي يحتضنه المركز الثقافي الإسباني إلى غاية الفاتح من شهر نوفمبر القادم. ويضم هذا المعرض خمسين صورة من ضمن 650 صورة التي شاركت في المسابقة الوطنية العلمية بإسبانيا والتي نظمها المجلس الأعلى للبحوث العلمية والمؤسسة الإسبانية للعلم والتكنولوجيا وتنقسم إلى الصور التي التقطت بعدسة تزيد عن مليمتر واحد(26 صورة) والصور التي التقطت بعدسة تقل عن المليمتر الواحد(24 صورة). ومن ضمن الصور التي التقطت بعدسة تزيد عن المليمتر الواحد نجد صورة لمارسا سالو توس، والتي اختارت أن يكون عملها حول مجموعة من الفطر وبالأخص المجهولة منها وكذا التي يستفاد منها علميا وتباع في الصيدليات، وتظهر هذه الفطريات وكأنها صحون تضم أكلات شهية ومتنوعة فهاهو طبق الكافير يفتح شهيتنا بدون أن ننسى فاكهة الكيوي الشهية وماذا عن طبق البيض المقلي أو حتى ذلك الذي يضم السبانخ؟ صورة ثانية لباولو زاركو تيجادا، والتي تعني عملية الإشعاع التي حدثت على مستوى شجرة الزيتون وتظهر الصورة وكأنها لوحة تشكيلية مرسومة فيها شجرة تتعرض للحرق فتبرز ألوان فاقعة كالأصفر والبرتقالي بالإضافة إلى اللون الأخضر، أما خوان بوش فيستي فقد انتقى موضوعا طريفا يتمثل في تلون شرنقة بلون الغصن الذي تتعلق فيه حتى تتمكن من حماية نفسها. ''تجمع البجع'' هو عنوان صورة خوان دولاكروز مارتيناز أيالا، برز من خلالها تجمع البجع بين السماء والبحر فكان المنظر خلابا، وكشف المصور في التعليق الذي وضعه تحت صورته، عن بحث البجع للطعام في السفن وهذا راجع لعادة الصيادين في إطعام هذا الصنف من الطيور، بالمقابل أراد المصور راوول استبان ليرما أن يكشف عن الأنوار المتخفية في الليل فأخذ صورة لشجرة تحاط بها الأضواء وكتب في تعليقه: ''لكي نتمكن من تسليط الضوء على الأنوار في الليل يجب خلق مصدر للضوء قادر على جلب المزيد من الإنارة التي تشبه إنارة النهار''. من جهته صور خوان رامون مارتين كاتوارا قطرات ماء، بعضها كبير والآخر صغير وجميعها تسبح فرادى أو جماعات في بحر من الماء كما أنها ملونة فهناك قطرات بنية وأخرى صفراء وثالثة رمادية وغيرها، في حين صوّرت مارتا مارينا بيريز الونزو فراولة متعفنة فبدا هذا التعفن كشذرات تكونت من انفجار الفراولة. أما عن الصور التي ألتقطت بعدسة تقل عن المليمتر الواحد، نذكر صورة للورا كاريرا غارسيا والتي عنونتها: ''صرخة مانش'' وهي تعني الأجزاء الأنثوية لزهرة وتبدو الصورة وكأنها أصابع حمراء مكبرّة، في حين صور فرانشسكو لاماتا غوردو حشرة لا ترى بالعين المجردة متعلقة بفراشة، أما اليخاندرو ديل مازور فيفار فقد اختار حشرة ''القملة'' في صورته فظهرت في شكل مرعب باسطة أرجلها وكأنها مستلقية ترتاح بعد نهمها لكميات معتبرة من الدماء. للإشارة، الصورة العلمية هي تلك التي تعنى بالمواضيع العلمية وتلتقط بطرق خاصة ويعمل صاحبها على المزج بين فن التصوير من جهة والعلم من جهة أخرى، كما أن المصور المهتم بهذا النوع من الصور يجب أن يكون ملّما بمهنته وبالموضوع العلمي الذي اختاره، فهو ليس كأي مصور بل يجب أن يتحلى بالنظرة العلمية الثاقبة التي تسمح له بالتغلغل في موضوع عمله بكل احترافية. وفي نفس الصدد، يطالب المصور العلمي بوضع تعليق يصاحب صوره وتعتبر هذه الخطوة مهمة جدا بأهمية الصورة في حد ذاتها، فهي تأتي كتكملة للعمل في حد ذاته وأحيانا يقوم المصور بشرح التقنية التي اعتمدها في عمله هذا وحتى الكشف عن نسبة تكبير الصورة حتى يفهم الجمهور فحوى موضوع الصورة بشكل أوضح.