قال السينمائي أحمد راشدي إنّ المديرية العامة للأمن الوطني شريك مهم في عملية إنتاج الأفلام من خلال ما تقدّمه من مساعدة؛ سواء تعلّق الأمر بالمعدات أو العتاد أو غيرهما، مضيفا أنّ هذا الدعم يخفّض من تكلفة إنتاج الأفلام بنسبة تصل إلى الخمسين بالمائة. وأضاف راشدي خلال استضافته في منتدى الأمن الوطني بمدرسة الشرطة بشاطوناف، بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للفنان، إنّ المديرية العامة تقدّم مساعدات كبيرة لصانعي الأفلام ولكلّ الفاعلين الثقافيين مجانا، ليشير إلى أنّها أصبحت تلعب دور المنتج من خلال هذه المبادرة الحميدة. واعتبر المتحدث أنّ المديرية العامة للأمن الوطني من حقها أن تطالب بأحقيتها في عملية الإنتاج؛ باعتبار أنّها تشارك في هذه المسألة، إلاّ أنّها ترفض ذلك وتقدّم خدماتها دون مقابل، مضيفا أنّها لا تفرض قراءة السيناريو ولا مشاهدة الفيلم قبل عرضه رغم كلّ الدعم الذي تقدّمه، وهذا حتى لا تقع تحت طائلة تهمة الرقابة وإن كانت بطريقة غير مباشرة. ونوّه راشدي بدور المديرية العامة للأمن الوطني في خدمة الثقافة ككل وليست السينما وحدها، مؤكّدا أنّ الجزائر تُعتبر من الدول القليلة جدا وربما الوحيدة التي تشكّل مؤسستها الأمنية طرفا مهمّا وحتى ضروريا في الصناعة السينمائية، ليقدّم مثالا عن فيلمه الأخير ”العقيد لطفي”، الذي انتهى مؤخرا من عملية تصويره، وكيف كانت السلطات الأمنية سندا لا يقاس به في تجسيد هذا المشروع. وأكّد راشدي أنّ قوات الأمن أمّنت كلّ مناطق التصوير، حتى إنها كانت السبّاقة في الوصول إلى هذه الأماكن، ومكثت ساعات طوالا بدون أن تطلب شيئا لا من الطعام ولا من الشراب ولا من الراحة. وأضاف أنّ مساعدة هذه السلطات في مجال العتاد والآلات في غاية الأهمية. واعتبر راشدي أن تزويده بالعتاد من طرف المديرية العامة للأمن الوطني، مهم جدا؛ حيث إنّه بحكم تخصّصه في إخراج الأفلام الثورية يحتاج إلى أسلحة كانت تُستعمل في زمن ثورة التحرير وغير موجودة في الوقت الراهن، وهو ما يُجبره على استئجارها من مؤسسات أجنبية؛ مما يكلّف المال وكذا الوقت، ولكن سلطات الأمن حاضرة وتقرض هذا النوع من الأسلحة مجانا. ودعا راشدي المديرية العامة للأمن الوطني إلى التفكير في اقتحام مجال إنتاج الأفلام السينمائية، خاصة منها المتعلقة بمهنتها، مضيفا أنّ من الممثلين من يمثلون أدوار رجال الشرطة من دون إتقان؛ ولهذا فمن الضروري أن يكون للشرطة دور في صنع أفلام تتحدّث عن مهنة الشرطي بكلّ مصداقية. للإشارة، قدّم عميد الشرطة السيد لعروم أعمر، أرقاما تخص تقديم المديرية العامة للأمن الوطني المساعدة لصانعي الأعمال الفنية (الأفلام الطويلة، الفيديو كليب، الأفلام الوثائقية والتاريخية، الأشرطة الوثائقية، المسلسلات التلفزيونية والومضات الإشهارية)، وتتضمن 101 من العتاد المتنقل (عربات وسيارات، 5353 من المعدات التقنية (الأسلحة والذخيرة البيضاء والمناظر والأجهزة اللاسلكية) و253 من الألبسة وملحقاتها، و144من الأغلال و59 مقرا أمنيا، إضافة إلى المقرات الأمنية، وهذا طيلة السنة الماضية.