كشف الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للغاز والكهرباء "سونلغاز" نورالدين بوطرفة، أن 80 بالمائة من اطارات المجمع سيصلون الى سن التقاعد في خلال سنتين، مشيرا الى ان الانشغال الكبير للشركة حاليا يكمن في كيفية ضمان استخلاف هذه الاطارات بأخرى تملك الكفاءة اللازمة لأداء مهامها· واندهش الحاضرون في الندوة الرابعة للتكوين في قطاع الطاقة والمناجم المنظمة امس، بالأوراسي في الجزائر، من هذا التصريح الذي ادلى به المسؤول الأول بسونلغاز، في شريط مصور عرض خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الذي يدوم يومين، بالنظر الى الامكانيات البشرية التي تمتلكها الجزائر التي يعد اكثر من 70 بالمائة من سكانها شباب لا يتجاوزون الثلاثين من العمر، ويتخرج من جامعاتها سنويا الآلاف من حاملي الشهادات· وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، الذي أشرف على افتتاح الندوة إعترف بأن مستقبل مؤسسات القطاع مرهون بمدى قدرتها على تجاوز الميزات التنافسية التقليدية وتطوير عامل كثيرا ما أهملته وهو الموارد البشرية التي ستكون المعيار الذي يقاس به نجاح أي شركة· ولهذا دعا مسيري شركات القطاع الى الاهتمام اكثر بإدارة الموارد البشرية وإخراجها من طابعها التقليدي الذي جعل منها مجرد هيئة للتسيير الاداري للعمال والموظفين لاغير· وفي هذا السياق، أكد الوزير على وعي القائمين على القطاع بأهمية هذا التحدي مما جعله يسجل احترافية وظيفة الموارد البشرية كمحور رئيسي في استراتيجية عصرنته، وهو ما يعني كما اضاف تزويد مديريات الموارد البشرية بموظفين محترفين في هذا المجال لتصبح فاعلا اساسيا ضمن الفريق المسير لأي شركة ومشاركا في تحضير واتخاذ القرارات· ويتطلب ذلك اضافة مهام جديدة لهذه المديريات على غرار الاتصال وأنظمة الاعلام وكذا التحكم في التغيرات·، وهو ما يتطلب توفير تكوين يتلاءم وهذه الوظائف الجديدة· وفي تصريحات على هامش الندوة شدد الوزير على أهمية اختيار احسن الكفاءات لكن بشرط القدرة على الحفاظ عليها لا سيما وأن الكثير من الدول تعمل على جلب الخبراء الجزائريين إليها ليس فقط في قطاع المحروقات ولكن في قطاعات أخرى مختلفة· ولتحضير مسيرين اكفاء من هنا الى خمس سنوات فإن عملية التكوين كما اكد خليل يجب ان يتم الشروع فيها بسرعة منذ الآن، وعكس ما هو جار في الدول المتطورة حيث لم تعد هناك جامعات ومعاهد تدرس في مجال صناعة الغاز والبترول ، فإن الجزائر تملك ثلاث معاهد خاصة بالقطاع دعاها لاستقطاب الشباب لتكوين الكفاءات دون اغفال ضرورة توفير امكانيات لهم من أجل العمل هنا "لأن هناك فرص هامة تنتظرهم للعمل في الخارج" · حيث اعترف الوزير بانتشار ظاهرة هجرة الأدمغة في هذا القطاع بالذات مرجعا ذلك الى منح البلدان المستضيفة امتيازات اكبر لهؤلاء· وفضلا عن الاستثمار في التكوين فإن خليل اعتبر عامل الأجر اساسيا للحفاظ على الكفاءات واوضح ان تحديد هذا الأخير يتم وفقا للمردودية والمنافسة المفروضة في ذلك المنصب· وأشار الى وجود منافسة كبيرة بين الشركات في استقطاب مهندسي الحفر ومهندسي المخزون وكذا الخبراء في الاستكشاف· لكن الوزير أرجع هروب الكفاءات الى عامل آخر يتجاوز القطاع هو" البيئة العامة" ودعا في هذا السياق الى تحسين محيط العيش في البلد، مؤكدا من جانب آخر أن الوزارة ستعمل على تطوير صندوق الاحتياط التابع لسوناطراك لمساعدة الخبراء في اقتناء سكنات على سبيل المثال· وبالنسبة لنظام الأجور الجديد لشركات القطاع قال الوزير انه تم الشروع في تطبيقه لكن لم يعمم بعد، لكنه ذكر بوجود تحفيزات لخبراء مختصين في الكثير من الميادين الهدف منها التقليل من الهجرة تبقى غير كافية مما يستدعي التفكير في إجراءات أخرى· واعترف مديرو بعض شركات القطاع لاسيما سوناطراك وسونلغاز اضافة الى المدير العام لسلطة الضبط للكهرباء والغاز بأهمية اعادة النظر في سلم الأجور وجعله اكثر استقطابا للكفاءات من اجل الإبقاء على الكفاءات إضافة الى إعادة النظر في طريقة تسيير المسار المهني وتقييم الكفاءات، كما سجلوا نقائص في الاتصال الداخلي على مستوى هذه المؤسسات· * حنان حيمر