حث أعضاء من المكتب الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي أول أمس بالجزائر العاصمة الشباب على الانخراط في مسيرة التنمية الوطنية والمشاركة في الحياة السياسية. وخلال تجمع لإطارات ومناضلي الحزب مخصص لشرح لوائح وتوصيات وقرارات المؤتمر الثالث لهذه التشكيلة السياسية دعا عضو المكتب الوطني والناطق الرسمي للحزب السيد ميلود شرفي الشباب إلى الانخراط "بإرادة وعزم" في مسيرة التنمية الوطنية و"أن يثق في نفسه ووطنه ومستقبله". وقال السيد شرفي في هذا الصدد أن الدولة "رغم صعوبات المرحلة وفرت للشباب امكانات لا يستهان بها عليه أن يستغلها" مثمنا جهود الدولة في "وضع ملف الشباب ضمن الأولويات الوطنية الملحة". وأشار إلى أن السلطة "قد رصدت خلال السنوات الماضية أموالا ضخمة وانجزت المئات من المشاريع في مختلف القطاعات ذات صلة بالشباب، واتخذت عدة اجراءات لتشجيع الشباب على ولوج عالم الشغل والمقاولة والتعليم والتكوين". وتطرق بهذه المناسبة الى "القرارات الحاسمة في صالح الشباب" التي اتخذها المؤتمر الأخير للحزب المنعقد نهاية الشهر الماضي، موضحا أن القانون الأساسي للتجمع أعطى صلاحيات هامة للشباب من أجل التموقع في مختلف هيئات الحزب والمشاركة في الحياة السياسية حتى يساهم في بناء الوطن". وذكر الناطق الرسمي للتجمع بهذه المناسبة بوجود 10 ملايين شاب في المدارس والجامعات ومراكز التكوين المهني وتوفر 41 مدينة جامعية الى جانب رصد الدولة لغلاف مالي "هائل" في برنامج التجهيز مخصص لقطاع الشباب والرياضة. أما الأمين الولائي المكلف بولاية الجزائر والنائب في المجلس الشعبي الوطني وعضو المكتب الوطني للحزب السيد شيهاب الصديق فأكد أن التجمع "رفع التحدي لإبقاء الدولة واقفة وهو يرفع الآن تحدي التنمية". كما اعتبر أن الاستقرار السياسي هو "العمود الفقري للتنمية" مضيفا أن ربح معركة التسيير وإعادة الاعتبار للانتاج الاستثمار المنتج وتقليص التبعية للمحروقات الزائلة هي "التحدي الآخر الذي ينتظر الجزائر". وتدخل بدوره عضو المكتب الوطني السيد عبد الكريم حرشاوي ليدعو أعضاء المكاتب الولائية وإطارات ومناضلي الحزب الموجودين "بقوة" في مختلف المؤسسات الى شرح مضمون اللوائح التي خرج بها المؤتمر. وأكد السيد حرشاوي أن "الاهتمام الأساسي حاليا للحزب هو كيفية اخراج الجزائر بصفة نهائية من هشاشة التوازنات الكبرى والكف عن الاعتماد على مداخيل البترول التي تحددها الأسواق الدولية وذلك بخلق اقتصاد منتج تستفيد منه أجيال المستقبل". وذكر بهذه المناسبة بارتفاع أسعار المواد الأساسية في العالم و ب "المخاطر الكبرى والمشاكل التي يعيشها العالم التي تفرض علينا السعي الى تحقيق الاستقلالية الغذائية" كما قال. إن تحقيق الاكتفاء الذاتي في التغذية حسب التجمع الوطني الديمقراطي "مرهون بالمجهودات والعمل والسياسة الواضحة"، كما جاء في تدخل السيد حرشاوي الذي أضاف أن الاصلاحات التي تقوم بها الجزائر "ليست خيارا بل حتمية وضرورة للقضاء على النقائص والتخلف ودفع عجلة التقدم". وخلص إلى القول أن "على الجزائر الاندماج في تطور العالم والاقصاء ومواجهة المخاطر" معتبرا أن التنمية "ليست الأموال فقط بل الأفكار والمهارات وتجنيد الكفاءات والتنظيم والرقابة التي تقع على عاتق كل شخص".