يرفض العديد من سكان العمارات المهددة بالانهيار، قرارات الإخلاء وعمليات الترحيل الى مساكن جديدة، بدعوى انها ضيقة ولا تستجيب لطموحات العائلات المرحلة، التي يقول العديد من أربابها أنهم يعيشون في أحيائهم منذ عهد الاستعمار والسنوات الاولى للاستقلال، وانهم خلفوا أولادا واصبحوا اجدادا بنفس هذه المساكن، التي أصبحت الآن مهددة بالسقوط على رؤوسهم ومن ثم فقد أصبحوا في منزل واحد اكثر من عائلة، لذلك لابد على السلطات المحلية العمومية التي تريد ترحيلهم ان توفر لهم المساكن اللائقة بهم، لأنه من غير المعقول - يقول أحد السكان - ان يرحلوا من مسكن - رغم وضعه - مساحته 140 متر مربع الى مسكن لا تزيد مساحته عن 60 مترا مربعا لتقطنه اربع عائلات او 17 فردا، كما هو حال وضع السيد مكاوي، الذي تسعى مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري الى ترحيله رفقة عائلته وأولاده المتزوجين من سكنه بشارع معسكر بوسط وهران، الى حي الصباح بمسكن يعادل من حيث المساحة ربع مسكنه الاصلي.. ليطرح بعدها سؤالا على كامل السلطات المحلية عن سبب عدم اخذ وضعه بعين الاعتبار ووجوب منح ولديه المتزوجين والمخلفين مسكنا فرديا لكل واحد منهما حتى ولو كان المسكن من غرفتين ومطبخ وحمام. هذه الوضعية يعيشها العديد من ارباب العائلات الذين تسعى مصالح الحماية المدنية إلى ترحيلهم بالقوة العمومية، وهو ما ترفضه قرابة 20 عائلة يتفق اربابها على التأكيد على ان القطعة الارضية التي يعيشون عليها اغلى بكثير من مجموع المساكن الضيقة التي سلمت لهم بالأحياء الجديدة. ورغم الوضعية المزرية التي توجد عليها هذه المساكن والخوف على ساكنيها، الا أن هؤلاء السكان يتفقون على رفض الترحيل بهذه الطريقة، مطالبين بنوع من الرحمة وقليل من الكرامة ، خاصة وان المشكل المطروح بحدة هو ملكية هولاء السكان لمساكنهم الآيلة الى السقوط ليرحلوا الى مساكن جديدة، هم مجبرون على قبولها رغم وضعها الضيق وغير المناسب، إضافة الى دفعم الايجار طوال حياتهم.