نشرت صحيفة "الحقائق" التونسية، التي تصدر باللغة الفرنسية، روبورتاجا مطولا عن قضية الصحراء الغربية، بعد أن زارت كاتبة المقال، الصحفية حنان ازبيس، مخيمات اللاجئين الصحراويين لتجري تحقيقا ميدانيا وتلتقي عشرات اللاجئين والمسؤولين الصحراويين. وركزت الصحفية التونسية في روبورتاجها الذي امتد على 9 صفحات بالإضافة إلى غلاف المجلة، على تقديم آراء لاجئين صحراويين حكوا لها تجاربهم المختلفة، لتغطي بالتالي مختلف جوانب الحياة في مخيمات اللاجئين وتعكس ما رأته على الأرض وما استشفته من لقاءاتها من آراء. وكتبت الصحفية التونسية روبورتاجها تحت عنوان "الصحراء الغربية: عالم من المفارقات"، حيث بدأت بوصف الحياة وصعوبتها في مخيمات اللاجئين تحت عنوان "بين قساوة الطبيعة وقساوة التاريخ"، حيث وصفت صراع الشعب الصحراوي من أجل الحرية بالصراع الأسطوري ل"سيزيف" كما وصف لها الأمر أحد اللاجئين الصحراويين. وقدمت الصحفية للموضوع بسرد كرونولوجي للتطور التاريخي والقانوني للنزاع في الصحراء الغربية، قبل أن تحكي لقرائها التونسيين كيف أنشئت جبهة البوليساريو وكيف تم تاسيس الدولة الصحراوية عارضة أهم الأولويات التي رسمتها هذه الدولة الفتية والعضو في الإتحاد الإفريقي. كما تناولت المشاكل الكثيرة التي يعاني منها الشباب الصحراوي، الذي يصارع للدراسة لكنه لا يتوفر على فرص عمل أو إشتغال كافية بسبب قلة الإمكانيات بمخيمات اللاجئين، وضعف القدرة على التأطير والعمل. ولم تغب المرأة الصحراوية والدور التي تلعبه في مخيمات اللاجئين الصحراويين عن هذا الروبورتاج، حيث عرضت الصحفية التونسية كيف تمكنت المرأة الصحراوية من انتزاع مكانتها، وشاركت في جهود بناء الدولة والحفاظ على المجتمع الصحراوي وجهود التحرير. من جهة أخرى تناول الروبورتاج معاناة الشعب الصحراوي في الجهة الأخرى من جدار العار العسكري المغربي، حيث التقت حنان أزبيس مع ممثلين عن جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين، والذين حكوا لها بعضا من معاناتهم كأولياء مفقودين. من جهة أخرى أجرت الصحفية التونسية لقاء صحفيا مع رئيس الدولة الأمين العام للجبهة، محمد عبد العزيز، تناولت فيه قدرا من القضايا المتعلقة خصوصا بالجهود الاممية لحل النزاع وتعثرها، بالإضافة إلى جهود جبهة البوليساريو للحفاظ على استراتيجيتها الحالية في البحث عن الحل السلمي. كما أجرت الصحفية حوارا مع رئيسة دار نشر لارماتان راصد، النانة لبات الرشيد، إذ استغربت حنان أزبيس من وجود دار نشر صحراوية بمخيمات للاجئين. وأطلعت النانة لبات الرشيد محاورتها على أهم المشاكل التي تواجهها الدار والجهود التي يبذلها المثقفون الصحراويون من أجل جعل هذه التجربة حقيقة على الأرضن إذ أخبرتها ن أول مجموعة من الكتب الصحراوية هي تحت الطبع حاليا ولن يطول الوقت قبل أن يتم نشرها. ويعتبر هذا الروبورتاج أول عمل صحفي ميداني لصحفيين تونسيين حول قضية الصحراء الغربية، حيث تمكنت الصحفية التونسية من تحقيق هذا السبق وفي نشره رغم صعوبة الحديث عن قضية الصحراء الغربية في الدول العربية بسبب الضغوط التي تمارسها حكومات هذه البلدان مهادنة للنظام المغربي.