وفاة الطبيبة وفاء بوديسة و جنينها بمستشفى راس الوادي ببرج بوعريريج بسبب اصابتها بفيروس كورونا ستظل وصمة عار في جبين النظام الإداري البيروقراطي و مدير المستشفى الذي حرمها من حقها في اجازة اقرتها لها الحكومة التي اعطت المرأة الحامل الحق في عدم العمل في ظل انتشار الفايروس، و يتحمل مسؤولية انتقالها إلى العالم الآخر و هي في مقتبل العمر طبيب العمل الذي رفض بدوره منحها الإجازة القانونية، و قد نشرت الراحلة عبارات قبل رحيلها تأسف على رفض طبيب العمل منحها ايجازة و طلب منها بدل ذلك اخذ عطلة مرضية، أما المسؤولية الأخرى يتحملها أولئك الذين لم يلتزمزا بالحجر و زادوا في أعباء و محنة الجيش الابيض. ماتت الطبيبة شهيدة وانتقلت إلى جوار ربها وهي في شهر حملها الثامن، رحلت وقد اختارت لطفلها اسما و رأته في الأحلام يكبر أمام عينيها و يتربى في أحضانها لتأتي تعليمة مدير المستشفى لتوقف احلامها في مستقبل جميل و توقف حياة جنينها قبل أن يأتي للحياة، و يقضي قرار بيروقراطي من طبيب العمل على الطبيبة في عمر الشباب ليحرم ليس اهلها منها بل ليحرم عشرات المرضى الذي كان يمكن ان تعالجهم في المستقبل و يكبد الدولة خسارة فرد في المجتمع صرفت عليه مبالغ خيالية في التعليم و التكوين حتى تجعل منها طبيبة تخدم المجتمع لكن تصرفات بيروقراطية و الحقرة عجلت برحيل المرحومة الى جوار ربها، لا لسبب سوى لأن مدير المستشفى يريد التسلط و لان طبيب العمل يريد أن يظهر انه صاحب القرار و ليس الحكومة و لان الكثير من الناس زادوا في متاعب الاطقم الطبية وتصرفاتهم الأنانية. محمد دلومي