خرج المئات من الفرنسيين للاحتجاج على العنصرية في أمريكا التي أدت إلى مقتل رجل اسود على يد الشرطة، لو التفت هؤلاء المئات خلفهم لاستطاعوا ان يروا كيف تتعامل شرطتهم مع امراة محجبة، و مع مراهقين فروا من بلادهم من شمال أفريقيا طلبا للعيش الكريم، و مع آفارقة من مالي والنيجر قطعوا الصحاري و البحار و القفار ليصلوا الى فرنسا هربا من الحروب فوجدوا أنفسهم وسط عنصرية شعب و نظام. لذا فإن فئات كثيرة من الشعب الفرنسي عليهم الاحتجاج على العنصرية امام سفارات بلادهم في بلدان افريقيا، في روندا التي تسببت فرنسا في مقتل أكثر من مليون روندي اواسط التسعينات و عليهم الاحتجاج أمام سفارة بلادهم هنا في الجزائر التي لقي فيها أكثر من سبعة ملايين مواطن جزائري مصرعهم، و على تجاربها النووية ضد البشر، لا أعرف كم من وقفة يحتاجها الشعب الفرنسي ان يقفها امام سفارات بلاده في الدول التي نهبت فرنسا خيراتها و قتلت وشردت شعوبها، ألف عام من الوقوف و الاحتجاج أمام سفارات فرنسا في كل العالم لن تمحو عارها العنصري و عارها في الكراهية و فرنسا القتل و الاحتلال، بل بحار العالم و محيطاته لن تغسل دماء ملايين البشر الذي قتلتهم أبشع آلة استعمارية في التاريخ، لذا حديث الفرنسيين و تعاطفهم مع قتيل الشرطة الأمريكي لا يعدُ ان يكون تزلفا و (شيتة) عابرة للقارات. محمد دلومي