دعا رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح يوم الخميس بطهران إلى ضرورة تعزيز وتكثيف التعاون بين البلدان الاعضاء في حركة عدم الانحياز وبلدان مجموعة 77 مشددا في ذات الوقت على أهمية التنمية المستدامة و نقل التكنولوجيا للمساعدة على تقدم البلدان النامية التي تواجه عدة تحديات. و أوضح بن صالح في كلمة ألقاها في مداخلته باسم مجموعة 77 + الصين خلال القمة 16 لحركة عدم الانحياز المنعقدة بالعاصمة الإيرانية ان هذه القمة "تاتي في سياق يميزه استمرار ازمة متعددة الابعاد هي بصدد تقويض اسس النظام الاقتصادي العالمي والزج بعالمنا في غياهب حالة من اللااستقرارمثقلة بالريبة والتوجس". وقال "ان اهمية الرهانات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية تشكل بالنسبة لنا تحديات مضاعفة ومعقدة يجدر بنا مواجهتها جماعيا". و أضاف "لقد اتاحت الدورة الثالثة عشرة لندوة الاممالمتحدة حول التجارة والتنمية التي انعقدت بالدوحة شهر افريل المنصرم مناسبة مثلى لمجموعة 77 والصين لتاكيد تضامنها من اجل الدفاع عن مصالحهما المشروعة فيما يتصل بمسائل مثل التجارة والاستثمار ونقل التكنولوجيا". وعلى صعيد التنمية المستدامة قال بن صالح ان ندوة الاممالمتحدة حول التنمية المستدامة التي انعقدت بريو دي جنيرو في جوان الماضي شكلت "فاتحة لعهد جديد" وهذا من خلال تعزيز التقدم المحصل خلال السنوات العشرين المنقضية ورفع العوائق التي كانت تحول دون التطبيق الكامل للالتزامات التي تم التعهد بها فيما يخص التمويل ونقل التكنولوجيا وتعزيز قدرات بلدان العالم الثالث في مجال التنمية المستدامة. وقال "ان خارطة الطريق التي تم تبنيها في نهاية هذه القمة اتاحت تاكيد صلاحيات مبادئ اعلان ريو خاصة منها المتعلقة بالمسؤولية المشتركة والمتباينة وبسيادة الدول على مواردها الطبيعية. كما الحت على تطوير نمط مستجمع لمقومات البقاء بالتمكين من الوصول إلى تنمية اقتصادية واجتماعية منصفة مع الحفاظ على احتياجات الاجيال المقبلة". وتطرق بن صالح إلىالقرارات الهامة التي اتخدت بخصوص الاطار المؤسساتي للتنمية المستدامة منها انشاء منتدى رفيع المستوى من اجل التنمية المسشتدامة و تعزيز قدرات برنامج الاممالمتحدة للبيئة مع ابقاء نيروبي (كينيا) مقرا له وكذا اطلاق مشاورات حكومية مشتركة من اجل تحديد فحوى اهداف التنمية المستدامة مع الحرص على ان تكون متساوقة مع الاهداف الانمائية للالفية والدعوة بخصوص وسائل التفيذ إلى وضع استراتيجية لتمويل التنمية المستدامة من خلال تعبئة الموارد المالية الاضافية لفائدة بلدان العالم الثالث.
من جهة اخرى قال بن صالح ان تغيير المناخ يشكل "احد ابرز التحديات" التي تواجهها المجموعة الدولية وبوجه اخص البلدان النامية "وهذا انما يدل على الاهمية التي تكتسبها الندوة الثامنة عشرة للدول الاطراف في اتفاقية الاممالمتحدة حول التغيرات المناخية التي ستنعقد بالدوحة في نوفمبر المقبل". وأكد بن صالح ان تفعيل الصندوق الاخضر من اجل المناخ وتشغيل لجنة التكييف واطلاق المفاوضات من اجل الاداة الجديدة المتعددة الاطراف التي ستحل محل بروتوكول كيوتو ستكون "مسائل تستدعي منا التعبئة واليقظة". و أشار إلى ان الدورة الحادية عشرة للاطراف في الاتفاقية حول التنوع البيئي التي ستعقد في حيدر اباد في اكتوبر 2012 ستكون "حدثا هاما بالنسبة لمجموعتنا من حيث يتعين علينا تعزيز التقدم المحرز منذ الدورة الاخيرة في سبيل تامين الحفاظ على التنوع البيئي والاستعمال المستدام لهذه الموارد والتوزيع المنصف للايرادات التي يوفرها استغلال الموارد الوراثية". و أعرب بن صالح عن تثمين الجزائر "للانسجام والتضامن" اللذين ابداهما اعضاء المجموعة 77 طيلة المفاوضات التي جرت خلال هذه السنة حول مختلف القضايا الامر الذي سهل- كما قال- كثيرا مهمة الجزائر بصفتها رئيسة للمجموعة مبرزا في ذات الوقت ضرورة مواصلة "التحلي بنفس التجند خلال الاشهر المقبلة". كما قال أن تعزيز التعاون بين البلدان الاعضاء في حركة عدم الانحياز ومجموعة 77 على صعيد النضال المشترك من اجل التنمية والاستقلال الاقتصادي يبقى "اولوية مطلقة" موضحا ان مجموعة ال77 والصين مجندة من اجل لحنة التنسيق المشتركة. و أكد بن صالح ان تكثيف التعاون جنوب جنوب يشكل "انشغالا اساسيا بالنسبة لاعضاء المجموعة" مشيرا إلى انه ينبغي اعتبار هذا الشكل من التعاون "مكمل للتعاون شمال جنوب من اجل التنمية الاقتصادية والرقي الاجتماعي وترقية السلم والامن وحمايتها وليس بديلا له او عوض عنه". وأضاف قائلا : "نحن نجدد التاكيد على اهمية هذا التعاون في الاطارالعام للتعاون المتعدد الاطراف باعتباره مسارا لامحيد عنه من اجل التنمية الاقتصادية والرقي الاجتماعي وترقية السلم والامن وحمايتهما". و أكد ان مجموعة 77 والصين وحركة عدم الانحياز هما "افضل اداتين لترقية المصالح الجماعية للبلدان النامية والدفاع عنها" موضحا ان العقود الاخيرة اتبثت "ان العمل المتناسق والمشترك القائم على التضامن والوحدة هو وحده الذي يمكن بلداننا على اختلافها من مواجهة الحديات الدولية". وقال "لقد اتاحت الدورة الثالثة عشرة لندوة الاممالمتحدة حول التجارة والتنمية التي انعقدت بالدوحة شهر أبريل المنصرم مناسبة مثلى لمجموعة 77 والصين لتاكيد تضامنها من اجل الدفاع عن مصالحنا المشروعة فيما يتصل بمسائل مثل التجارة والاستثمار ونقل التكنولوجيا". وقد انطلقت في وقت سابق اليوم بطهران أشغال القمة السادسة عشرة للدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز لمناقشة عدد من المسائل السياسية و الاقتصادية لا سيما نظام الحكم و الأزمة في سوريا. و يشارك ممثلون عن أكثر من مئة دولة من الحركة من بينهم 50 رئيس دولة وحكومة في أشغال القمة.