فتحت السلطات الفرنسية تحقيقا في ما وصفته بظاهرة توسع ارتداء الحجاب، و كأن هموم فرنسا كلها انتهت و لم يبق لها سوى ظاهرة الحجاب أو ربما ان الحجاب هو سبب الأزمة الاقتصادية و الإفلاس السياسي لنخبة ترفع لواء فصل الدين عن الدولة و لكنها تفصله فقط حين يتعلق الأمر بالمسلمين خاصة مسلمي شمال أفريقيا بما ان المسلمين من باقي العالم فرنسا بالنسبة لهم مجرد كيان لا يغري للسياحة أو صرف الأموال فيه بسبب انتشار العنصرية و المظاهر المخالفة للفطرة البشرية، الغريب في ما يحدث ان السلطات الفرنسية لم تفتح تحقيقا في ظاهرة انتشار القلنسوة اليهودية التي تعد هي كذلك رمزا دينيا، و لا في الخمار الذي تضعه الراهبات، هذا التمييز العنصري و الانحياز الديني الفاضح هو ما جعل هذه الدولة تشهد مشاكل اجتماعية صارت تكبر كل يوم ككرة ثلح، فما هو مسموح به لليهود و النصارى وغيرهم من الملل الاخرى هو ممنوع على المسلمين و لو حمل الجميع الجنسية الفرنسية، و هنا بظهر جليا انه حتى تكون فرنسيا حقيقيا لا يكفي أن تحمل الجنسية الفرنسية بل وجب ايضا حمل معها عقيدة أخرى المهم ان تكون عقيدة غير إسلامية، فالفرنسيون ليسوا كلهم سواسية حسب الدستور الفرنسي فالمسلم الفرنسي العربي هو أقل شأنا في نظر القانون من اليهودي الفرنسي أو أو المسيحي الفرنسي أو حتى او اللاديني الفرنسي، لذا فرنسا يا سادة ليست كما تسوق بضاعتها و يسوقها لقطاءها هنا للعالم على انها دولة المساواة و حقوق الإنسان، و إنما هي دولة عنصرية ضد القيم الأخلاقية و الانسانية. الوسوم قلم المسار محمد دلومي