تزور الجزائر لأول مرة، لتقدم العرض الشرفي لمسرحية "القصيدة الأخيرة"، وهي القصيدة الأخية فعلا للشاعر الراحل محمود البريكان؟ رغم أنني تكبدت مشاقا كثيرة لتطأ قدماي أرض الجزائر الطاهرة، إلا أنني أشعر بغبطة كبيرة وأنا أشارككم هذا الاحتفاء الجميل بالمسرح الجزائري، وعن مشاركتي في هذه التظاهرة، فقد وقع الحظ وليس الاختيار على مسرحية"القصيدة الأخيرة"، للشاعر العراقي الكبير الراحل محمود البريكان"، اقتباس جبار محسن عطية، وهي قصيدة تلقي قبسا من ضوء على معاناة المبدع في العراق ومن خلاله في العالم العربي، وللعلم فإن هذه القصيدة التي سماها الراحل "القصيدة الأخيرة" هي فعلا قصيدته الأخيرة فقد أغتيل بعد كتابة أسطرها . وأريد أن أوضح أن هذه القصيدة هي الإنتاج الثاني لجماعة المسرح المعاصر التي أترأسها والتي تأسست في 2010 فقط، وهذا العرض الذي نقدمه في الجزائر العرض الشرفي الأول ، حيث أننا لم نعرض المسرحية حتى في البصرة، مقر جماعة المسرح المعاصر، وقد قلت سابقا أن هذه المسرحية وقع عليها الحظ وليس الاختيار لأنها الإنتاج الثاني لجمعيتنا الفتية، إضافة أن الإنتاج الثاني الموسوم ب"السواحل" لمحمود أبو العباس، لا يستطيع وللأسف لا يستطيع ممثلي هذه المسرحية الذين يعيشون ظروفا خاصة المجئ إلى الجزائر. على ذكر هذه الهيئة المسرحية التي سميتموها "جماعة المسرح المعاصر"، كيف حال المسرح في العراق حاليا؟ للآسف فإن وضع المسرح العراقي لا يسرّ، فهو قد مر على سبات عميق دام 4 سنوات من 2003 إلى 2007، وبعد ذلك استفاق ، ولكن استفاقة النائم الذي لم يشبع نومه، وفي كل الأحوال فهناك مبادرات تبقى محمودة يقوم بها أهل الإبداع والفرق المسرحية، وذلك من خلال التواصل الثقافي للفنان نفسه وليس على مستوى المؤسسة التي كان يجدر بها القيام بهذا العمل ، ومن هذه الفرق التي تقوم بعمل جدي فرقة عزيز خيون وعواطف نعيم ، وفرقة فاضل الخليل، هذا الأخير الذي تذكرته إدارة مهرجان المحترف وتم إدراجه من بين المكرمين. لكن يبقى المسرح الكوميدي في العراق قمة الهبوط ويعطي فكرة مغلوطة جدا عن المسرح العراقي خاصة الجاد الذي يحاول تبييض الصورة. وماهي الفكرة التي كونتها عن المسرح الجزائري، وكيف وجدته وأنت تحضر بعض العروض المدرجة إلى حد الآن؟ في الحقيقة أقول وأنا لست ممن يجامل أن المسرح الجزائري في الطريق الصحيحة، ومندهش حقيقة من المستوى المرموق الذي وصله أبو الفنون في الجزائر، وأنا أحضر العروض وقد حضرت 4 لحد الآن تفاجأت بالتقنية العالية التي يستعملها المسرحي الجزائر والإمكانيات التي يتمتع بها المخرج، ناهيك عن المواهب التي تنم عن قدرة وحب كبيرين في التحكم والإبداع، وهذا عرض"إمرأة من ورق" ورغم أنني أبوبه ضمن المسرح السردي والتجديدي إلا أن الممثلتين أبديتا تحكما رهيبا في النص واللعب فوق الركح إلى حد التمازج، أحيي من هذا المنبر الفنانة الجزائرية التي تقف بثبات وقوة على الركح. حواره : أحمد بلونة