من مظاهر العقلية الفرنسية التي ما تزال تستمد مسارها من الزمن الكولونيالي البغيض و اشعال الفتن بين الشعوب، هو معارضة باريس للعقوبات المسلطة على موسكو و في الوقت نفسه تصدر أسلحة هجومية إلى كييف، هذا التصرف يشبه كثيرا تصرف فرنسا في التسعينات خلال الحرب الأهلية الروندية، حينما كانت تورد السلاح للحكومة الرواندية و في الوقت ذاته تورده ايضا للمعارضة المسلحة حيث كانت تقسم السلاح بالتساوي على قبيلة الهوتو و التوتسي حتى لا ترجح كفة فئة على فئة و تبقى باريس من بعيد تمسك بخيوط اللعبة، و رغم أن هذا العصر يختلف عن عصر الظلمات الذي تحبذه اقذر دولة استعمارية على وجه البسيطة، إلا أن كل من تداولوا على الإليزيه و الكيدوسي ما زالوا يسيرون على نفس النهج، و هو إشعال النيران و في الوقت نفسه المناداة بإخمادها. هذه هي الاستراتيجية الوحيدة التي تملكها الدولة الاستعمارية لتسيير شؤونها و التقوت بمآسي الدول الاخرى، حتى انها تستثمر حتى في البشر من خلال استعمال اليد العاملة المؤهلة و الكوادر من الدول الاخرى التي تشتعل فيها الحروب بقرار باريسي لخدمة شعب كسول يتعب في تربية الكلاب أكثر من تعبه في صناعة فرنسيين صالحين، و دراسة بسيطة تكشف عن عدد الأطباء الأجانب و الوزراء الاجانب و المهندسين الأجانب الذين يسيرون فرنسا و يخدمون شعبا كل رأس ماله انوف طويلة مليئة بالمخاط و الاستعلاء على الاجانب الذين يقدمون له خدمات راقية و المطالبة بطردهم، و لو تم طردهم لما استطاع الفرنسي معالجة صنبور مرحاضه، هذا ان كان في المراحيض الفرنسية صنابير. الوسوم قلم المسار محمد دلومي