انا مع التاجر الذي يرفع سعر الدجاج إلى الف و الفين دينار و معه في رفع سعر الطماطم و العدس إلى أرقام فلكية، نحن في ارض الفقير فيها هو العامل الرئيس لثراء التجار، و نحن في بلاد لا يبالي بك التاجر و لا يهمه أن اشتريت الدجاج بألفين أو حتى ثلاثة آلاف، نحن لسنا أخوة كما يقولون في التلفزيون و اصحاب المواعض الذين يحدثونك عن الاخوة و ايديهم تقطر من دسم اللحوم الحمراء و البيضاء و الحلوف، نحن يا سادة في واقع الحال أعداء، فرغم أننا في حالة سلم الا انه لا أحد يرحم أحد ( طاق على من طاق) فما بالك لو كنا في حالة حرب، و عليه انت و انا و هو و هي كمواطنين بسطاء نمثل (شعيب الخديم) يكفي أن نقاطع الدجاج و العدس و الطماطم و كل ما ارتفع ثمنه من طعام رخيس أو نفيس، حينها فقط يشعر بك التاجر و يفكر فيك كأخ عزيز كريم و يعطيك بسعر 500 دج دجاجتان و معهما بيضتان، و لا تنتظر من وزير أو غفير أو حكومة التدخل لأن الحل بيدك وبيدي و يكفي أن تزرع وازرع الأرض المهملة أمام بيتك و بيتي و الأرض التي قرب الوادي بطاطا و طماطم و عدس، و أن كان ولابد ننصب الفخاخ لصيد الزرزور فهذا موسمه ومعه الحمام و ما أكثر الحمام فهو متوفر طيلة العام و بكميات كبيرة من حولنا، و أن كان ولابد ايضا نربي بدل القطط و الكلاب و المقانن ديكا و دجاجات و لو في العمارة نكاية فى أولاد شحيبر أولاد الكلب الذين يستغلون لهفتك و لهفتي على الدجاج و البيض و كل ما يؤكل و ما لا يؤكل و يرفعون الأسعار، حين افعل و تفعل ذلك تصبح سيد نفسك و ان أضفت على ذلك صندوق نحل فوق سطح العمارة و البيت فإنك صرت مستقلا لا تحتاج إلى حماية أحد أو الشكوى لمخلوق أو إلى لعن التجار انت لهم عدو و هم لك عدو، و يكفي أن تفكر ان لا اخ لك يخاف الله فيك، حتى تصبح سيد نفسك و قرارك، و المنطق السليم يقول انه يتعين عليك إيجاد الفكرة و الحل بدلا من الشكوى المذلة من تجار أثروا من الدنانير التي بقيت في الجيوب، و أن غابت عنك كل الحيل اربح اجرا و تجارة مع الله و اعلن الصيام و افطر على ما احل الله لك من بسيط المأكل، فأنت و انا لسنا افضل من سيد الخلق، و حين نفعل ذلك سيعود الدجاج يترجاك لتتناوله و بالمجان، فلا يوجد تاجر اخرجنا من بيوتنا عنوة و وضع السيف على رقابنا و أمرنا أن نشتري دجاجه و عدسه، و الصراحة انا اتفق مع أي تاجر ففي النهاية الأمر يتعلق بالثراء و ليس البكاء على الفقراء، و العالم يحترم المحاربين و لا يشفق على المذبوحين، لذا كن ذئبا تخدع التاجر و دعه يفلس أو حتى يأكل دجاجه جيفة فلا هو اخ لنا و لا نحن اخوة له و كلنا لبعضنا عدو تسترنا ابتسامات النفاق و الخبث، فلا تكن ايها المواطن صوصا ضعيفا تقتلك طلة شمس و هبة نسيم، فهناك آلة اجرامية تود ان تجعلنا في غابة فيها سلسلة غذائية طويلة تقودها الأيدي الخفية و تأتي بعدها أيادي التجار الاجرامية، فلا تكن في آخر هذه السلسلة بعد الدجاج و البيض و لو اقتضى الامر اكل العشب. الوسوم قلم المسار