ترجمت الجهود المبذولة بولاية تيسمسيلت على مدار خمسة عقود والرامية إلى تعزيز الثروة الغابية والحفاظ على التنوع البيولوجي المميز لهذه المنطقة بعمليات للتشجير واسعة النطاق استهدفت منذ الاستقلال 31391 هكتار من مختلف أصناف الأشجار. وأوضح محافظ الغابات السيد ابراهيم يونسي أن هذه العمليات المدرجة ضمن مختلف البرامج التنموية المسجلة منذ الستينيات قد مكنت من توسيع المساحات الغابية بالولاية لاسيما بالمناطق الجبلية حيث تم في هذا الإطار غرس 22703 هكتار من الأشجار الغابية و6188 هكتار من الأصناف المثمرة و2500 هكتار من الشجيرات الرعوية خصوصا بالمنطقة السهبية. وقد تركزت جهود الدولة في تجسيد عمليات إعادة التشجير في الفترة من 1972 إلى 2012 حيث تم في هذا الإطار غرس 20898 هكتار من مختلف أصناف الأشجار لا سيما بالمناطق الجبلية التي شهدت أضرارا كبيرا خلال فترة الثورة التحريرية علما أن جيش المستعمر الفرنسي قد قام أنذاك بقصف العديد من المواقع الطبيعية مما تسبب في إتلاف مساحات كبيرة من البساط الغابي. أما فيما يتعلق ببرامج التنمية الريفية فأبرز السيد يونسي أن أزيد من 80 ألف من قاطني المناطق النائية بالولاية قد استفادوا خلال الخمسين سنة الماضية من العديد من العمليات الموجهة لتطوير أرياف المنطقة وكذا تثبيت السكان بمناطقهم الأصلية. وقد تم في هذا الصدد حفر فتح 647 كلم من المسالك الريفية بمختلف المناطق النائية والوعرة كدواوير "الهطايل" بخميستي و"خنق النهار" بثنية الحد و"سكاكة" ببرج الأمير عبد القادر إضافة إلى استصلاح 3754 هكتار من الأراضي وتصحيح المجاري المائية على 274 ألف متر مكعب وحفر 1871 بئرا عميقة إلى جانب انجاز 25 برك مائية وتوزيع 20 لوحة شمسية لتزويد السكان بالكهرباء وكذا استغلال مياه المنابع المائية في الزراعة. كما حظي سكان الوسط الريفي بعمليات غرس التين الشوكي (597 هكتار) لا سيما ببلديات برج بونعامة وسيدي سليمان ولرجام والأزهرية وثنية الحد وبرج الأمير عبد القادر وغرس 162 هكتار من كاسرات الرياح و23 هكتار من الغراسة الظلية. وبغية تطوير شعبة الثروة الحيوانية وكذا تحقيق الاكتفاء الذاتي في اللحوم الحمراء والبيضاء والعسل تم توزيع حوالي 11690 وحدة حيوانية تشمل على 2114 خلية نحل و2195 رأس غنم و261 رأس بقر و7120 دجاجة لإنتاج البيض. كما استفادت المرأة الريفية ضمن هذه البرامج التنموية بما يقارب 400 ألة خياطة لاسيما بمناطق سلمانة (العيون) وخميستي وعماري والمعاصم وبرج بونعامة وبرج الأمير عبد القادر وسيدي عابد وبني شعيب والملعب والأربعاء وأولاد بسام وسيدي سليمان. وأشار ذات المسؤول أن ولاية تيسمسيلت قد حظيت برسم البرنامج الخماسي الجاري ب 271 مشروع جواري للتنمية الريفية المندمجة رصد لتجسيدها مبلغ قدره 5ر4 مليار دج ضمن مختلف صناديق الدعم (الصندوق الوطني لمكافحة التصحر وتطوير السهوب وتنمية المر اعي وصندوق التنمية الريفية واستصلاح الأراضي عن طريق الامتياز). وتشمل هذه العمليات على تشجير جديد على مساحة 5600 هكتار من الأصناف الغابية وكذا إعادة تشجير الثروة الغابية على مساحة الفين هكتار إضافة إلى غراسة 5127 من الأشجار الرعوية و8892 هكتار من الأشجار المثمرة إلى جانب غرس 865 هكتار من التين الشوكي. ويولي نفس البرنامج عناية خاصة لاستصلاح الأراضي على مساحة 5 آلاف هكتار فضلا عن حفر ما يقارب 200 بئر وتهيئة المنابع المائية وانجاز في إطار مكافحة التصحر ل 26 سد رعوي وكذا المجمعات المائية إلى جانب تصحيح المجاري المائية على 187 ألف متر مكعب وفق ذات المصدر. وتدعيما لهذا البرنامج سيتم توزيع 1336 وحدة حيوانية لفائدة العائلات الريفية في سياق تشجيع الفلاحين على خلق الثروة وتحفيز سكان الريف على الاستقرار في مناطقهم. وللإشارة فان ولاية تيسمسيلت تتوفر على مساحة غابية هامة تتجاوز 70 ألف هكتار يتمركز معظمها بالمناطق الشمالية والتي تتوزع على أصناف كالصنوبر الحلي والبلوط الأخضر والأرز الأطلسي والعرعار وغيرها. كما تزخر المنطقة بالحظيرة الوطنية للأرز بثنية الحد والحظيرة الجهوية لعين عنتر ببوقايد حيث تضمان ثروة نباتية وحيوانية ثرية ومتنوعة تجعلهما فضائين طبيعيين للجذب السياحي وإعداد شتى الدراسات ذات الصلة بالبيئة والتنوع البيولوجي.