تعرف غليزان منذ الثلاث سنوات الماضية بذل جهود حثيثة لتطوير وترقية قطاع السياحة ليساهم في التنمية المستدامة لهذه الولاية. و أبرز مدير السياحة والصناعة التقليدية السيد طوالبية جيلالي أن الجهود المبذولة تهدف الى رفع مستوى أداء القطاع من خلال جلب الاستثمار اليه وتطوير المرافق والمواقع السياحية حتى يكون قادرا على المساهمة في تنمية المنطقة ويكون أيضا حافزا ومحركا لتنمية القطاعات الأخرى. و في هذا الاطار باشرت مديرية القطاع منذ سنتين في إعداد دراسة حول المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية بالولاية لأفاق 2030 ستسمح بحصر الطاقات التي تتوفر عليها المنطقة والتي تمكن من النهوض بالسياحة على غرار المنابع الحموية والمسطحات المائية والمعالم الأثرية والصناعات التقليدية وكذا المناطق الطبيعية بجبال الونشريس. وعلى ضوء هذه الدراسة التي تشمل خمس مراحل سيتم إعداد برنامج لاستغلال هذه الطاقات لتصبح من الوجهات السياحية الهامة بالمنطقة. و قد تم ضمن هذه الدراسة التي دخلت مرحلتها الثالثة المتعلقة بتحديد استراتيجية التنمية والتهيئة السياحية اقتراح خمس مناطق للتوسع السياحي قرب المسطحات المائية والمواقع الحموية ليتم تهيئة الفضاءات المحاذية لها واستغلالها كأماكن للراحة لفائدة سكان المنطقة. و تشمل هذه المناطق موقعين حمويين بكل من حمامي "بني يسعد" ببلدية منداس و"منتيلة" ببلدية عمي موسى وثلاثة مواقع مائية متمثلة في سدود "قرقار" و"مرجة سيدي عابد" بدائرة وادي ارهيو و"سيدي امحمد بن عودة" الواقع بتراب دائرة المطمر. و سيتم تهيئة المناطق الواقعة بقرب المسطحات المائية لاستقبال مشاريع حظائر ترفيه مائية تمارس بها الرياضات المائية والصيد السياحي وفضاءات للتنزه واللعب والراحة و الاستجمام العائلي ومطاعم مختصة لطهي سمك المياه العذبة وغيرها وفق ذات المصدر. و الى جانب ذلك يجرى تحيين دراسة حول الخصائص العلاجية لتسعة منابع بالمنطقة من أهمها حمامي "سيدي بوعبدالله" و"الجنية" الكائنين شمال شرق الولاية وحمام "منتيلة" بمنطقة عمي موسى وحمام "بني يسعد" بمنداس. و ستسمح هذه الدراسة باتخاذ قرارات بشأن الاستثمار في هذه المنابع الحموية إما من خلال إقامة محطات معدنية أو الاكتفاء بانجاز محطات معدنية تقليدية تستغل من قبل سكان المنطقة وفق نفس المسئول. و في جانب طاقات الايواء تدعمت الولاية منتصف السنة الجارية بافتتاح اقامة سياحية ببلدية بلعسل بوزقزة تقع غير بعيد عن محول الطريق السيار شرق-غرب وتتسع ل105 غرفة بسعة إجمالية قدرها 200 سرير. و قد شرع مؤخرا في مشروع توسيع هذه الاقامة بانجاز قاعة محاضرات بطاقة 400 مقعد و قاعة حفلات تتسع ل 400 شخص وجناح للتداوي بالمياه وذلك على مساحة اجمالية قدرها 2 هكتار استنادا الى صاحب هذا المرفق السياحي. و تتوفر الولاية حاليا على 10 مؤسسات فندقية بطاقة ايواء اجمالية تفوق 630 سريرا فيما يوجد فندق آخر بطاقة 140 سريرا طور الإنجاز سيستلم سنة 2013 وفق نفس المسؤول الذي اشار الى أن مديريته تلقت طلبات تخص انجاز خمسة فنادق بعاصمة الولاية بطاقة 180 سريرا في المتوسط لكل فندق. و ينتظر أن تساهم هذه المشاريع في توفير المناخ لترقية الأنشطة والمنتجات السياحية التي تروج لها أيضا جمعيات محلية على غرار جمعية "الظهرة" للفن والسياحة والآثار التي تنجز مطويات اشهارية وأقراص مضغوطة حول الوجهات السياحية بالمنطقة. للإشارة تزخر منطقة غليزان بطاقات سياحية هامة على غرار المآثر التاريخية بقلعة بني راشد و القصبة القديمة لمدينة مازونة التي تعود الى العهد العثماني و كذا قصر"كاوا" المصنف سنة 1901 والذي يعود للعهد الروماني وضريح الولي الصالح سيدي امحمد بن عودة الذي يحضر وعدته في بداية فصل الخريف زوار حتى من خارج الوطن.