تبدأ الأحزاب السياسية عدها التنازلي في أيامها الأخيرة من الحملات الانتخابية تحضيرا لمحليات 29 نوفمبر الجاري، تحت ضغط حرارة التنافس بين هذه التكتلات و التسابق نحو استقطاب أكبر عدد من الناخبين، غير أن هذا التنافس لا يبرر احتكار بعض الأحزاب اللافتات التي خصصتها الدولة، بل خرج الأمر عن النظام عند بعضها الذي أراد تغليف كل جدران الشوارع، و المؤسسات التربوية و العمومية، بالملصقات الانتخابية، أما البعض الآخر فقد اكتفى بالكتابات الحائطية بالمطالبة بانتخاب رقم حزب معين، و هو ما عفن جو التنافس. في هذا الروبورتاج سوف نتطرق إلى آراء المواطنين حول الحملة الانتخابية و كيفية العمل على إيصال السياسي رسالته السياسية للمواطن بكل شرائحه من خلال استعمال كل الوسائل المتوفرة المادية، غير أن هذه الأخيرة حتى و إن كانت ناجعة غير أنه تم توظيفها بطرق غير صحيحة و هو ما يؤثر على رأي و ووجهة نظر المواطن تجاه هذه الأحزاب السياسية، حيث استطلعنا في هذا الروبورتاج آراء المواطنين التي كانت أغلبها تتحدث عن الجوانب و النقاط السلبية التي سجلت ضد هؤلاء السياسيون أهمها تلويث الصورة الجمالية لشوارع المدن الجزائرية بالملصقات الانتخابية التي خرجت عن مساحتها القانونية المحددة لها و هي اللافتات التي سخرتها الدولة في صالحهم.
"الأحزاب لم تحترم قانون المنافسة" استنكر العديد من المواطنين الأعمال التي تقوم بها البعض من الأحزاب السياسية التي "لم تحترم قانون المنافسة" فيما بينها، على حد تعبير أكرم و هو طالب جامعي في كلية العلوم السياسية و الإعلام، الذي أضاف أن الحي الذي يقطن فيه أصبح "متعفن" نتيجة الملصقات الانتخابية التي احتلت الجدران و الأبواب، و حتى مدخل العمارات، مؤكدا أن مثل هذه الأعمال لا تتم إلا في الساعات المتأخرة من الليل أين تكون أعين المراقبة نائمة. "... لا حتى في النهار يتم إلصاق الإعلانات الانتحابية الخاصة بالمحليات"، يؤكد أخر، مضيفا بأن المناضلين في 3 من الأحزاب المعروفة ذكر اسمها، تتعمد استخدام مساحات الجدران، فضلا عن مطالبة المارة بانتخاب حزبهم. إن تعمد الإكثار من نشر الملصقات الانتخابية يساعد على تذكير المواطن بالحزب خصوصا منهم الذي لا يفقه في السياسة شيئا، هي الإديولوجيا التي تسير وفقها البعض من الأحزاب بالضغط على المواطنين لانتخابهم بعد تعبئتهم سياسيا إلى جانب الوعود و التطمينات التي تقدمها لهم.
"الأحزاب تتبنى فوضى الإعلانات بدل إيصال الرسالة للمواطن" أمين، هو مكلف تجاري، بشركة خاصة كانت له وجهة نظر أخرى حيال هذا الموضوع، الذي وصفه ب "الفوضى السياسية" قائلا أن "هؤلاء السياسيين يأكلون حق بعضهم البعض في مجرد مساحات للإعلانات الانتخابية التي خصصتها الدولة لهم، فكيف لهم بالمحافظة على حقوقنا؟" أما المواطن الشاب ياسين فقد قال أن "هذه الحملة الانتخابية كثر فيها الحشو من فراغ"، فالدولة تتكبد خسائر مالية مخصصة للاستحقاقات الانتخابية، علما بأن الشعب الجزائري أغلبه فقد الثقة في هذه الأحزاب التي لم تخدمه طوال 12 شهرا فكيف لها أن تقنعه ببرامجها في 3 أسابيع فقط".
"الأحزاب تفسد جمال الشوارع بملصقاتها العشوائية" اتجهنا إلى بلدية الرغاية التي كانت جدران شوارعها ملوثة بالملصقات الانتخابية، فالمثير للانتباه هي الطريقة التي يعمل وفقها المكلفون بتوزيع الإعلانات السياسية، من خلال حذف تلك التي تخص الأحزاب الأخرى و وضع بدلها ملصقاهم، هو الأمر الذي يشوه جمالية و نظافة جدران الأحياء. و في هذا الصدد قال لنا أحد سكان بلدية الرغاية بأن "هذه الأحزاب السياسية أتت ببرامج نافعة للمواطن و الدولة، غير أن بدايتها كانت فاشلة"، موضحا أنه "من المفروض أن القائمون على هذه الحملات الانتخابية أن يكونوا قدوة و مثال للتنظيم، إلا أن هؤلاء همهم الوحيد هو الحصول على مناصب"، مضيفا أن "هذه الأحزاب لا تعمل على البناء و إنما على الهدم من خلال تشويه صورة الجزائر من جانبها البيئي، عوض الحفاظ عليها".