المتتبع لقناة الجزيرة في قطر، يلاحظ أن الرأي ما زال موجودا في القناة القطرية، ولكن الرأي الآخر غيب، وربما يلاحظ معي الكثير ممن دأبوا على متابعة القناة تغييب وجوها كانت تسكن القناة على مدار الساعة، لدرجة أن شقيقي الأصغر حين كان يجد الدكتور حسنين هيكل في القناة في حصته مع هيكل يقول لي هل يسكن الرجل هنا في القناة؟ ، ولأن الأستاذ هيكل لم يمشي في خط القناة وعبر عن رأيه في القضية فقد تم تغيبه وهو الذي كانت تفخر القناة باستضافته، ليس هو فحسب بل عاقبت القناة حتى النائب البريطاني والناشط الحقوقي المساند للعرب جون غالاوي ولم تعد تستضيفه فيما يخص الثورات العربية، لأن الرجل قالها بسخرية بالغة هل تريدون مني أن اصدق أن فرنسا والحلف الأطلسي وامريكا وبريطانيا وإسرائيل ودول الخليج تساعد الثورات والناس على الحرية؟ بربكم لا تستخف بعقولنا"، وهكذا لم تعد الجزيرة سوى قناة لراي واحد، مثلها مثل اليتيمة عندنا ، الفارق الوحيد أن القناة القطرية فيها الكثير من الإبداع والملفات الجديرة بالمتابعة، ويتيمتنا فيها كل شيء يتيم حتى الإبداع ، وبعد عقود من فرح الشعوب بالرأي والرأي الآخر هاهي الشعوب العربية تستفيق على ضحكة كبرى نسجتها دول " الفوضى الخلاقة" في منطقتنا العربية، وغبي جدا من يعتقد أن العرب يؤمنون بالرأي الآخر، ببساطة لأنه لا يوجد رأي ولا يعرفون معنى رأي، ربما يعرفون الراي فقط حين يغنيه الشاب خالد هذا هو الراي ونعم الراي يا ديني .